أقترح أن يتصدر هذا الموضوع موائد النقاش، لأن غريزة حب المال إذا استشرت بهذا الشكل المغول، فإننا سنصبح بعد عقد أو اثنين -لا قدر الله- أمام أمة بلا مدرسين ولا أطباء ولا قضاة ولا جنود، أمة بلا موظفين مؤهلين ولا مسؤولين مؤتمنين على تصريف الشأن …!
الإنسان بطبعة محب للمال، لكن الأمر تجاوز مجال الهجرة واعتزال المهن غير المدرة، إلى طغيان فاضح لحب المال، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على مستقبل البلد من خلال السير نحو العجز عن تأمين مصادر بشرية مؤهلة علميا للعمل في مؤسساته ومؤمنة وجدانيا بضرورة خدمة بلدها.
على الوطنيين مهتمين ومفكرين ومثقفين تعبئة وقتهم لنقاش هذا الموضوع، وعلى مراكز الأبحاث والدراسات وهيئات الاستشراف دق ناقوس الخطر.
لا شك أن معالم المدرسة الجمهورية والاهتمام الذي توليه الحكومة للتعليم والتكوين، يعالجان الموضوع في جانبه العملي، لكن شيوع ثقافة قداسة المال وأصحابه على حساب العلم وأهله، تجعل من المسألة مشكلة مجتمع وأزمة ثقافة تحتمان على الجميع التفكير والتدارس والعمل قبل فوات الأوان.
من صفحة محمد ولد سيدي عبد الله