لم يحظ أغلب من تولوا قيادة الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم)، منذ تأسيسها أواسط سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم، بما يتمتع به المدير العام الحالي؛ الإداري المهندس محمد فال ولد اتليميدي من إجماع حول كفاءته العالية وخبرته المشهودة ومن التقدير لما حققه، في فترة وجيزة، من نجاحات قياسية، سواء لدى أطر وفنيي وعمال الشركة، أو داخل أوساط سكان المدن والبلدات والقرى والتجمعات الممتدة على دول خط سكة القطار المنجمي الأطول في العالم، بين مديني ازويرات المنجمية ونواذيبو الساحلية.
ولعل من أهم ما يميز أسلوب الحكامة الذي ينتهجه ولد اتليميدي في إدارته للشركة المنجمية الأولى في موريتانيا عن نهج بعض من سبقوه، هو بالدرجة لأولى ابتعاده عن أي شكل من أشكال الدعاية والتطبيل واعتماده أسلوب العمل الإنتاجي ولغة النتائج والأرقام دون ترجمان.
نتائج تتحدث عن نفسها و أرقام لا تترك أي مجال للتأويل أو لمغالطات التقييم الافتراضي المناقض للدقة والموضوعية..
ما تقوله لغة الأرقام والنتائج، اليوم، هو أن "سنيم" توفر 6759 وظيفة مباشرة، برقم عمال يبلغ 1,37 مليار دولار، وتساهم في إيرادات ميزانية الدولة الموريتانية بنسبة 22%، وفي إجمالي الناتج المحلي الوطني بنسبة 9%، بينما تبلغ مساهمتها في حجم الصادرات الوطنية 37%.
وعلى الصعيد الاجتماعي تمول الشركة الوطنية للصناعة والمناجم مشاريع اجتماعية بما يناهز 9 ملايين دولار، بينما يبلغ عدد مورديها الوطنيين ما مجموعه 421 شركة توفر 4121 من فرص العمل؛ وحجم مشترايتها المحلية 115 مليار دولار.
في 26 نوفمبر الماضي أطلقت "سنيم" في مدينة ازويرات؛ عاصمة المناجم، بإشراف مباشر من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مجموعة من المشاريع لتطوير عملياتها وتعزيز البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية محليا.
تمثلت تلك المشاريع، التي وضع الرئيس الحجر الأساس لبعضها ودشن بعضها الآخر منها بمناسبة احتفالات الذكرى الـ63 للإستقلال الوطني، تطوير منجم افديرك، الذي شكل منطلق الشركة عند تأمينها، حيث تبلغ كلفة المشروع المذكور 186,8 مليون ولار، ومشروع إنشاء محطة للطاقة الحرارية بقدرة 30 ميغاوات، الذي أطلقته الشركة بإشراف رئيس الجمهورية بذات المناسبة، وتفوق كلفته 50 مليون يورو، أي ما يناهز 21 مليار أوقية قديمة، بتمويل من الشركة؛ ومشروع زيادة إنتاج الماء الصالح للشرب في مدينة ازويرات من خلال إقامة محطة لتحلية المياه في واد الكاح، مع إعادة بناء شبكة الضخ، بإنتاج يومي إضافي قدره 1000 م3، من شأنها تحسين إمدادات المياه الصالحة للشرب في المدينة بشكل ملحوظ؛ كما تم تعزيز وتحديث شبكة الطرق بتمويل من الشركة بحدود مليار و 243 مليون أوقية قديمة، وقد دشنه رئيس لجمهورية في ذكرى الاستقلال الوطني، العام الماضي.
نجاحات تحققت في عهد الإداري المدير العام الحالي للشركة المنجمية ذات الطابع السيادي بامتياز، توجهت، نهاية السنة الماضية، بتحقيق رقم قياسي غير مسبوق على مستوى جم الصادرات المنجمية لشركة "سنيم"، حيث تم تخطى حجم صادرات العام 2023 سقف 14 مليون طن من خامات الحديد أول مرة في تاريخ البلد.
نجاح جاء ثمرة البرامج الإستراتيجي الذي الذي تبنته "سنيم" بقيادة المهندس محمد فال ولد اتليميدي، جسد خطة عمل متكاملة أهمها زيادة الإنتاج، وتنويع المنتوج، وزيادة القيمة المضافة، فضلا عن تطوير المصادر البشرية، والرفع من مستوى الخدمات الاجتماعية، والالتزام بالتنمية المستدامة.
أحمدو إسلمو