تابع الموريتانيون اليوم بكل اهتمام داخل الوطن وخارجه، في المركز الدولي للمؤتمرات (المرابطون) حفل تنصيب فخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا للجمهورية لمأمورية ثانية بعد ما زكاه الشعب في انتخابات شفافة ونزيهة بكل المقاييس وحسب جميع المراقبين، وذلك بعد خمس سنوات من العمل الدؤوب والجاد لتنفيذ تعهداته لشعبه خلال مأموريته الأولى، التي عرفت البلاد معها عملية إقلاع كبيرة على كافة المستويات، رغم التحديات الصحية والجيو ستراتيجية.
لقد أسست مأمورية فخامته الأولى لعهد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية، مع تطوير كبير للمنظومة الأمنية في البلاد، حيث جسد سيادته الانفتاح من اجل الحوار الوطني الشامل، فشاع جو من التهدئة السياسية ساهم في انفتاح الطيف الوطني على بعضه، مع إصلاحات اقتصادية كبيرة شملت مختلف القطاعات تعزز من خلال تفعيل المؤسسات الرقابية وحماية ثروات البلد والتخفيف من نسبة المديونية، وعملت على تحقق الاكتفاء الذاتي في عدة مواد أساسية إثر مجموعة من الإصلاحات الهيكلية الواعية لطبيعة احتياجات ومقدرات البلد.
كما تميزت المأمورية الأولى لسيادته بتبني فلسفة اجتماعية تقوم على إنصاف كل الفئات الاجتماعية الوطنية وذلك عبر خطابي ودان وتيشيت وإعلان جول، وهو ما جسدته النقلة التي شهدتها القطاعات الخدمية والاجتماعية، التي انعكست بجلاء على جميع المواطنين الأقل دخلا والأكثر هشاشة من خلال مختلف المساعدات والتسهيلات.
وقد تميزت هذه المأمورية أيضا بوضع أساس متين للحمة الاجتماعية من خلال تركيزها على محاربة الفساد والتراتبية الاجتماعية المقيتة، وتكوين الأجيال عبر المدرسة الجمهورية، التي بدأت تسترجع ألقها بطريقة تدريجية، كما أصبحت لبلادنا مكانة مميزة في محيطها الإقليمي والدولي، مع الإشادات المتكررة بمقارباتها الأمنية التي أصبحت مثالا يحتذى عبر العالم، وهو ما انعكس على منظومتنا الدفاعية والأمنية بصفة عامة.
إن حزب الإنصاف، إذ يشيد بما تحقق للوطن والمواطن خلال المأمورية الأولى لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ليتقدم بأحر الهانئ إلى فخامته وإلى كافة الشعب الموريتاني بمناسبة بداية هذه المأمورية المباركة، والتي يستشرف الحزب معها آفاقا واعدة جدا، حيث ستتواصل الإصلاحات وتتعزز القدرات المؤسسية لمختلف القطاعات، وفق مقاربات أكثر صرامة في مكافحة الفساد وحماية المال العام، والقبض بيد من حديد على المتلاعبين بثروات البلد وقدراته، والعناية بإشاعة وتعزيز الأمن والاستقرار.
كما أنها ستكون مأمورية للشباب بامتياز، حيث سيحظى شبابنا بعناية كبيرة ستنعكس على تطوير خبراته وتوسيع مجالات تكوينه وإشراكه بطريقة فعلية في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية...، ودمجه بطريقة فعالة تسهم في رقي وتنمية بلدنا وفق ما خطط له فخامة رئيس الجمهورية وجعله أساس طموحه لبناء وعزة وطنه.
وإن الحزب لينتهز هذه الفرصة الهامة لدعوة جميع الفاعلين والمرجعيات السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية... إلى الإسهام بطريقة إيجابية في تسهيل تنفيذ تعهدات فخامة رئيس الجمهورية التي اختاره الشعب لتحقيقها، والابتعاد عن كل ما يقف في وجه عملية الإصلاح والإنصاف والعدالة التي ستكون سمات كبيرة لهذه المأمورية المباركة.
نواكشوط، 01/08/2024
حزب الإنصاف