بسم الله الرحمن الرحيم
(وبشر الصابرين الذين إذا أصابهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المفلحون)
وإن فقد لحريطاني ولد الخالص لمصيبة. وإنا عليها لصابرون. مع أن المصاب جلل، والفقد شلل، بعد أن قالوا لحريطاني رحل!
علمت بوفاة المغفور له بإذن الله، لحريطاني ولد الخالص، ابي، وأخي، ومرجعي، وقدوتي.
ولست وحدي في ذلك، فجميع ساكنة ولاية إينشيري اليوم في حزن، وأسى؛ تنعى، وتتألم، و تبكي لفقد رجل الولاية، ذي الأخلاق الفاضلة، الذي يشهد له المخالف في الرأي، قبل الموافق، بسمو الاخلاق، ورفعة السلوك، والتواضع الجم، والألفة والمؤالفة، وحسن المخالفة. لقد كان أبا لكل صبي في الولاية، واخا لكل قرن فيها، ومثالا يحتذى لكل نخبتها، ومرجعا اجتماعيا لكل ساكنتها، وصلة وصل بين كل مكوناتها. كان، رحمه الله، لحمة مجتمع، وركيزة من ركائز البيت الإينشيري. فلن نفيه حقه في التناء، مهما حاولنا. فلله ما اخذ، وله ما ابقى، وكل شيء عنده بمقدار. وإن العين لتدمع، وإن القلب ليخشع، وإنا لا نقول آلا ما يرضي الله ورسوله. لقد كان الفقيد بالنسبة لي شخصيا إنسانا يمثل كل شيء. فقد كان ترب أبي، وحليف عترتي وعشيرتي، وود والدتي، وفردا من أفراد أسرتي. كان رحمه الله الأب العطوف؛ وألأخ الكريم؛ والصديق الناصح. تشهد ساكنة إينشيري كلها، بإخلاصه لولايته، وتفانيه في خدمتها، وبذله كل غال ونفيس في تحمل أعباء شؤونها العامة، بحس مرهف للشان العام، وسمو أخلاق في بناء العلاقات الاجتماعية مع الجميع، وحنكة سياسية عميقة، ظل يدير بها العلاقات مع جميع الفرقاء، في حرص شديد على العلاقة مع المخالف، قبل المآلف، فأجمع الجميع على سمو أخلاقه، ودماثة خلقه، وتواضعه.
وإنني، بمناسبة هذه الفاجعة الأليمة، لأرفع اصدق تعابير العزاء العميق، إلى جميع أفراد أسرة أهل الخالص الكريمة، وإلى جميع أبناء الولي الصالح أحمد بزيد، ومريديه، وتلامذيه، ومحبيه؛ وإلى جميع ساكنة ولاية إينشيري.
رحم الله فقيد ولاية إينشيري، وابنها الوفي، ورمزها السياسي، ومثلها الاجتماعي، لحريطاني ولد الخالص. واسكنه فسيح جناته، وألهمنا وذويه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الشيخ ماء العينين اعبيدي الغرابي.