إن الأفكارالقيمة التي شملتها خطابات فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني حول تقريب الإدارة لم تجد مساراتها للتطبيق إلا في نماذج قليلة جدا لعل أبرزها "مجتمع التآزر" الذي تمدد في موريتانيا من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها.
ان تجربة مجتمع التآزر مهمة من حيث أساس الفكرة التي أطلقها المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء والتي دشنها فخامة رئيس الجمهورية في نوفمبر الماضي.
ان هذه الفكرة تظهر بجلاء قوة الابتكار وتحقيق الأفكار على ارض الواقع، حيث مكنت الفكرة من احداث تطبيق انضم اليه مليون و500 الف شخص من المستفيدين من مشاريع التآزر في جميع انحاء موريتانيا بجيمع ولاياتها وفي 8119 قرية هي كل التجمعات الموجودة في البلاد.
ولم يقتصر الامر فقط على تطبيق الكتروني مكن رئيس الجمهورية لأول مرة من التواصل مع مواطنين من كل أرجاء الوطن .
بل ان لقاءات المندوب العام للتآزر السيد حمود ولد امحمد الأسبوعية مع المواطنين، والتي تظهر هذه المساحة الفريدة من نوعها إضافة لحضور ممثلي مجتمع التآزر في جميع زيارات المندوب لولايات الداخل ونقاشاتهم اليومية مع الإدارة كان الهدف منها ان لا يقتصر الامر على تطبيق الكتروني، لان الفكرة أصلا هي التحام بين البنية الفوقية (التطبيق الالكتروني) مع البنية التحتية (المستفيدين) لخلق نقاش عميق هدفه التأطير وتعزيز الشفافية وتقريب الإدارة من المواطن.
لقد كانت اول مرة يشيد فيها فخامة رئيس الجمهورية بقطاع حكومي، معبرا عن رضاه عن هذه التجرية.
لقد شيدت التآزر السدود وبنت المدارس ووزعت المبالغ المالية والتأمين الصحي وبنت التجمعات لمآزرة المواطنين في الاحياء المهمشة في المدن كما مدت شبكات الكهرباء والمياه ودعمت النساء والشباب.
قرابة 60 مليار اوقية من المساعدات المالية التي وصلت المواطن في تواصل دون وسيط من رئيس الجمهورية مع شعبه، دون ضجيج لأن هذه المساعدات مرت بالسجل الاجتماعي التابع لتآزر والذي يشكل اليوم بالفعل اكبر بنك للمعلومات حول الفقر لا تستفيد منه التآزر فقط بل كل قطاعات الدولة، وهو سجل غني بالمعلومات الدقيقية التي تراقبها وتحللها كفاءات وطنية ويثق فيها الشركاء الأجانب الذين اشادوا في اكثر من مرة بهذا العمل الجبار الذي خطط له ونفذه شباب موريتانيون من موظفي التآزر.
مائة الف اسرة موريتانية تحصل على التأمين الصحي وهو ما يشكل قرابة ثلث الموريتانيين، ما يشكل ثورة في التفكير.
الفكرة الأساسية التي اظهرها مجتمع التآزر هو انه يمكن خلق مجتمع حقيقي طموح من المتعففين الذين استفادوا مباشرة ودون وسيط ووصلتهم المساعدة المستحقة من الدولة في أماكنهم بأسلوب يحترم الكرامة الإنسانية والاحقية في الدعم.
ثم ان فكرة مجتمع التآزر تمتلك القوة المنطقية اللازمية في كونها لا تسعى فقط لمساعدة الفقراء، بل تسعى لإخراجهم من دائرة الفقر وهي الفكرة التي كررها المندوب العام للتآزر في اكثر من خطاب موصيا بالتعليم ومشاركة المرأة وتحقيق الإكتفاء الذاتي تنفيذا لتعهدات فخامة رئيس الجمهورية الهادفة إلى الرفع من شأن المواطن، وجعله مركز أي تنمية مستدامة.
ان أي تحقيق ميداني يمكن ان يكشف بوضوح كيف تمكنت المندوبية العامة للتآزر من ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد، فقد خططت بشكل جيد للوصول الى الناس، و تمكنت من تقريب الإدارة من المواطنين، وسعت لتحقيق توجيهات فخامة الرئيس وتعهداته للمتعففين من مواطنيه.
فاليوم عندما يتجمع يوميا مئات المتعففين في المندوبية العامة للتآزر لتسجيل ملفات طلباتهم للمساعدة فإنه لا يساورهم شك في ان وصول مساعدات الدولة الى مستحقيها يخضع لأعلى معايير الشفافية، وبالتالي فانهم و برؤوس مرفوعة وقناعة، ينتظرون المساعدة المستحقة مع القناعة بأن تأخرها يعني ان هنالك من هو اكثر حاجة، وان ملفاتهم وطلباتهم التي أودعوها تتم دراستها بأكثر درجات العناية.
ان ما قدمته التآزر لمجتمع التآزر من دعم وضبط وعناية يستحق ان يكون نموذجا حيا لتقريب الإدارة من المواطنين.
وكالة الوئام الوطني للأنباء