من بين العوامل الرئيسية لنجاح الدبلوماسية، هناك 3 عوامل أساسية نجحت موريتانيا تحت قيادة الرئيس غزواني في تسليط الضوء عليها بشكل متقن في الأيام الحالية، من خلال انتخابها لرئاسة الاتحاد الأفريقي بالإجماع.
في الواقع، يتطلب النجاح الدبلوماسي رؤية واضحة مع خطاب حقيقي وعادل موجه للجميع، مبني على أسس تأخذ في اعتبارها في المقام الأول المصالح الاستراتيجية العليا للأمة.
يجب أن تتمثل هذه الوضعية بعد ذلك في الثبات، مع قائد يحتفظ بالنهج، دون أن يتراجع أو يتزعزع أمام تقلبات وضغوط الرياح المعاكسة، والظروف التي تتخلل الأحداث حيث يسود التفكير الفوري والقرارات العشوائية على حساب النهج المنظم والمدروس.
ومن ثم،وهذا أمر أساسي، فرئاسة الاتحاد الإفريقي ليست مجرد تناوب للقادة، هناك معادلة شخصية للزعيم، يمكن رؤيتها من خلال قيمه الجوهرية الفريدة، ومصداقيته، وتجربته في التعامل مع المواقف والأزمات.
بناءً على هذه الاستنتاجات، يمكن القول إن الرئيس غزواني، بعد مرور خمس سنوات، نجح في فرض نفسه بأسلوب يحمل اللطف الذي يميزه، والذي لاقى إعجاباً وتأكيداً خارج الحدود. أسلوب منفتح وحازم في الوقت نفسه. وحدة المغاربة حول شخصه هي مثال بارز ومعبر، وتثبت بمفردها أن الرئاسة الحالية للاتحاد الأفريقي ليست مجرد رئاسة دورية أو على الأقل في هذه المرة.
إنها رئاسة مرغوبة ومشروعة من قارة تتطلع في القرن الحادي والعشرين إلى تغييرات عميقة وعادلة في الحكم والعلاقات الدولية.
يمكن للرئيس غزواني أن يحمل هذا الأمل، لأنه يتمتع بشرعية قوية. لديه مكانة وسلطة أخلاقية وخبرة وتجربة، وبالإضافة إلى تنوع ثراء الدوائر الجيواستراتيجية التي تنتمي إليها موريتانيا، تجعله مؤهلا لمواجهة هذا التحدي بامتياز.
ملاحظة: أعتقد أن جميع النخب الدبلوماسية القديمة والحالية يمكن تعبئتها من خلال وزارة الخارجية والأكاديمية الدبلوماسية بحيث يتم تشكيل "فريق عمل" كخلية متابعة ورصد تولد قوة اقتراح غنية ومتنوعة لدعم نجاح هذه المهمة النبيلة.
* الداه ولد عبدي
وزير سابق للشؤون الخارجية والتعاون