أدهشني تحمّل بعض القادة الافارقة واولهم الرئيس غزواني ل 24 ساعة من التركيز والبروتوكولات دون غمضة جفن في القمة الافريقية. فقد بدأت المراسيم في السابعة من صبيحة الاحد وتواصلت دون انقطاع حتى السابعة من صبيحة الاثنين وهو من كان يدير الجلسات بعد استلامه لرئاسة القمة.
اقول هذا كشاهد عيان بالصدفة.
اذا كانوا قد اخلصوا النية وقصدوا الاصلاح ونزلت البركة في المساعي فلن تضيع الجهود.
مصدر حضر احدى الجلسات ذكر ان داعمي اسرائيل الذين اعترضوا على بعض ما جاء من تنديد قوي بحرب غزة تعرضوا للتوبيخ من قبل نظرائهم الذين تساءلوا عن انسانيتهم حتى جعلوهم يحسون بالخجل من مواقفهم.
وقادت الجزائر وجنوب افريقيا وموريتانيا جبهة الضغط الاخلاقي من اجل غزة في وجه الحلف الموالي لاسرائيل بزعامة غانا وكينيا وجنوب السودان.
خلافات بسيطة وشكلية في مواقف اخرى مثل اختيار كلمات وتواريخ لفعاليات تسببت في اطالة النقاش للساعات.
لكن باستثناء التراشق العنيف بين كاغامي وتشيسيكيدي حول الصراع في الكونغو والاحتجاج المرير من الرئيس الصومالي على اثيوبيا فقد سادت في المداولات اجمل قواعد الحوار والنظام الا ما قد خفي في الجلسات المغلقة ولم يتسرب. وذلك رغم كثرة النقاط الخلافية والفجوة الهائلة بين وجهات النظر.
رأيي انه كان تمرينا رائعا بغض النظر عن النتائج.
مراسل الجزيرة الإنجليزية محمد فال ولد بوخوصه