خطاب معالي وزير البترول والمعادن والطاقة السيد الناني ولد شروقه بمناسبة تدشين المحطة الهوائية بقدرة 100 ميغاوات في بولنوار

ثلاثاء, 12/19/2023 - 13:38

خطاب معالي وزير البترول والمعادن والطاقة

السيد الناني ولد شروقه

بمناسبة تدشين المحطة الهوائية بقدرة 100 ميغاوات في بولنوار

 

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على نبيه الكريم

معالي الوزير الأول؛  

السادة الوزراء؛

السيد الوالي؛

السيد الحاكم؛

السيد رئيس الجهة؛

السيد العمدة؛

السادة المنتخبون؛

السادة ممثلو الشركاء الماليين والفنيين؛

أيها المدعوون الكرام؛

أيها السادة والسيدات؛

 

 السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

اليومَ تُشْرِقُ ولاية "داخلتْ نواذيبو" بِنُورِ رَبِّها، وتشِعُّ  مدينة "بولنوار" سَناً وضِياءً، وهي ترَحِّبُ بِكُمْ، معالي الوزير الأول، وبالضيوفِ الكرامِ، الذين جاءوا لِيُقَاسِمُوكُمْ فرحةَ الاحتفاءِ بإنجازٍ نوعيٍّ آخَرَ من إنجازات العهدِ الميمونِ لفخامةِ رئيس الجمهوريةِ، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في إطارِ الفَعالياتِ المُخَلِّدةِ لذِكْرَى عيدِ الاستقلالِ الوطني الأغَرّ، عِيدِ شُهدائِنا المُنَعَّمِينَ الأبرارِ، الذين أضاءَتْ دِماؤُهم الزَّكيَةُ عَتْمَةَ لَيلِ الاستعمارِ البَهِيمِ، رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدوا اللهَ عليه، منهمْ - منْ أبناءِ هذه الرَّحبَةِ - أبطالٌ أفذاذٌ، أرْضَعَتْهُمْ هذه الأرضُ الطَّيِّبَةُ لِبَانَ النَّدَى والإِبَاءِ، فأذاقُوا المستعمرَ صَاياً ومُرّاً، هنا - كَما حَدَثَ في معاركِ نواذيبو وتيجريت وآگْلِيلْ – وهناكَ، في أكثرِ من ربعٍ من رُبوعِ الوطن. 

فَلَهُمُ – ولكلِّ شهداءِ الوطنِ - المَجْدُ والخُلٌودُ، وعليهِمْ – جَميعاً - من اللهِ رَحَمَاتٌ تَتْرَى.

وحَفِظَ اللهُ للوطنِ كُلَّ منْ حَفِظَ عَهْدَهُمْ، وسارَ على سَنَنِهِمْ، فأعْلَى البِنَاءَ الذي أسَّسُوهُ، ووَطَّدَ أركان الكيانِ الذي اسْتَرْخَصُوا أرواحهم في سبيله، لا يَبْتَغِي، في ذلِكَ إلّا رِفْعَةَ الوطنِ، وعُلُوَ شَأْوِهِ، وإسْعادَ أهله.

 

وفي صَميمِ هذا المَنْحَى، يَتَنَزَّلُ النشاطُ الذي تُشْرِفُونَ عليه، اليومَ، معالي الوزير الأول، حيث تترأسون، هذه اللحظات، هذا الحفلَ المنَظَّمَ بمناسبة تدشينِ بعضِ المشاريع الهامةِ، منْ بينها محطةٌ كهربائيةٌ هوائيةٌ، بقدرة 100 ميغاوات، تم بناؤُها في بولنوار، ممَّا يترجم الأهميةَ التي تُوليها الحكومة، بتوجيهٍ سديدٍ من فخامةِ رئيس الجمهوريةِ، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لقطاع الطاقة الاستراتيجي، الذي يُشَكِّلُ الدَّعَامَةَ الأساسيةَ لأيِّ تنميةٍ اقتصاديةٍ واجتماعية.

معالي الوزير الأول،

السيدات والسادة،

تَشْتَمِلُ المُنْشَأَةُ المُدَشَّنَةُ اليومَ على محطةٍ مُتَكَامِلَةٍ لتوليدِ الطاقة، بقدرةٍ إجماليةٍ تَفُوقُ 100 ميغاوات، مُعَزَّزَةً بمحطةِ تحويلٍ كهربائيٍ لتفريغِ الطاقةِ بجهدِ 33/225  كيلو فولت.

 وستَضُخُّ هذه المحطةُ إنتاجَها على الخطّ الكهربائيّ عالي الجهدِ، الرابطِ بين نواكشوط وانواذيبو، والذي أشرفَ فخامةُ رئيس الجمهوريةِ، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، نهايةَ السنة الماضيةِ، على وضعِ الحجرِ الأساسِ لمشروعٍ قيدَ الإنجازِ، يهدِفُ إلى مضاعفةِ سِعَتِهِ، حتى يتمكنَ من نقلِ إنتاجِ الوحداتِ المزمعِ بناؤُها على طول الشريطِ الشاطئي.

ويَأْتِي دخولُ هذه المُنْشَأَةِ إلى الخدمةِ بعدَ مَخاضٍ عسيرٍ، مَرَدُّهُ إلى التَّغَاضِي – في عهدٍ مَضَى – عن ثَغراتٍ فنيةٍ مُخِلَّةٍ صاحَبت المشروعَ منذُ المَهْدِ، فضلاً عن قُصُورٍ بَدِيهيٍّ  في البرمجةِ والتنسيقِ بينَ وظيفتَيْ إنتاجِ الطاقة ونقلِهَا، المتكاملتَيْنِ ضَرورةً. 

وقد اسْتَنْزَفَتْ معالجةُ هذا الإشكالِ – مُتَعَدِّدِ الجوانب – مواردَ ووقتًا ثمينا، كُنَّا في غِنًى عن إهْدارِهِمَا؛ وهذا – للأسف الشديد – هو حالُ سلسلةٍ من المشاريعِ، أُطْلِقَتْ، آنَذَكَ - على وجْهِ الاستعجالِ –  دُون مراعاةٍ لشروطِ الإنْضَاجِ ومُقَوِماتِه، مما يَطْرَحُ أكثرَ من تساؤلٍ مَشْرُوعٍ حولَ الدوافعِ والمَرَامي الحقيقيةِ لإطلاقِها في ذاكَ التوقيت.

 وقد ناهزت الكُلفةُ الإجماليةُ لهذا المشروع 50,53  مليار أوقية قديمة، بتمويلٍ مشتركٍ من الدولة الموريتانية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وصندوق الأوبك للتنمية الدولية. 

وأودّ، هنا، أنْ أغْتَنِمَ هذه السَّانِحةَ لأُعَبِّرَ لهاتيْن الهيئتيْن الموقَّرتَيْن، باسمِ الحكومةِ والشعبِ الموريتانيَّيْنِ،  عن خالصِ شكرنا وامتناننا للدعم الذي ما فَتِئَتَا تُقَدِّمانِهِ، بسخاءٍ، لبلادنا، في إطارِ تنفيذِ مشاريعِها التنمويةِ في جميع المجالات، لاسيما في مجال الطاقة الكهربائية.

 

 

 

 

 

معالي الوزير الأول،

السيدات والسادة،

تتوفر بلادُنا – بحمد الله - على إمكاناتٍ هائلةٍ للطاقةِ الهوائية والشمسية النّظيفةِ، في مختلف مناطق البلاد، غيرَ مستغَلّةٍ بما فيه الكفاية، تُقَدَّرُ ب 4000 جيغاوات، من بينِها 500 جيغاوات ذات طبيعة تجارية تنافسية، مما يضعُ بلدنا في صدارةِ الدولِ التي يُعَوَّلُ عليها – بعدَ الله – في المساهمةِ المؤثِّرَةِ في المساعي الأُمَمِيةِ الراميةِ إلى الحدِّ من مُسَبِّباتِ الاحتباسِ الحراري، الذي يُشَكِّلُ تهديداً وُجُودِياً للإنسان وبيئتِه الحاضنة.

وإنفاذًا للتوجيهات النَّيِّرَةِ لفخامةِ رئيس الجمهوريةِ، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، واسترشادًا  ببرنامج فَخَامَتِهِ الانتخابي "تعهداتي"، فقد تمكّنّا، خلال السنوات الأربعِ الأخيرةِ، منْ تنفيذ برامجَ طموحةٍ لتأمين إنتاجِ وتوزيعِ ونقلِ الكهرباءِ، في إطار استراتيجيةٍ شاملةٍ، على المدَيَيْنِ المتوسطِ و البعيدِ، تَهْدِفُ، في أهمّ مَحاوِرِها، إلى ولوج كافةِ المواطنينَ إلى خِدْماتِ الكهرباءِ، وخفضِ كُلْفَتِها، لدفعِ التحولِ الصناعي والاقتصادي، فَضْلاً عن تثمين المصادرِ الطبيعية للبلاد، من خلال الاستخدامِ المكثَّف للطاقات المتجددة، سعيا إلى تنويع المَزِيجِ الطَّاقَوِي الوطني، وخفضِ الاعتمادِ على مصادر الطاقة الحرارية الأُحْفُورِيَةِ الملوِّثةِ والمُكَلِّفَة.

وهكذا، وبدخول المحطةِ الهوائية لبولنوار حيِّزَ الخِدْمَةِ – على بركةِ الله – سترتفعُ نسبةُ الطاقاتِ المتجددةِ في المزيجِ الطاقويِّ الوطني من 37% إلى 48%. 

كما ستنطلق، قريبا، مشاريعُ طموحةٌ في مجال الطاقات المتجددةِ، الشمسيةِ والهوائيةِ، تستهدف الوصولَ إلى نسبة 50% من حاجيات البلد من هذه المصادر النظيفة، نذكر من بينها:

 توسعةَ المكونةِ الشمسيةِ في محطة كيفه الهجينةِ، بقدرة 50 ميغاوات إضافية؛

 توسعةَ المكونةِ الشمسيةِ في محطة النعمه الهجينة، بقدرة 50 ميغاوات إضافية؛

 توسعةَ الحَقْلِ الهوائي 30 ميغاوات في انواكشوط، بقدرةٍ إضافيةٍ تبلغ 20  ميغاوات، و بناءَ منشأةٍ لتخزينِ الطاقة الشمسية.

ومَعْلُومٌ أنَّهُ قد تمَّ، بدايةَ هذا الشهر، تحت إشراف فخامةِ رئيس الجمهوريةِ، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، التوقيعُ على اتفاقيةٍ تهدِفُ إلى بناء محطةٍ شمسيةٍ بقدرة 100 ميغاوات، في "تكنت"، وحَقْلٍ هوائيٍّ آخَرَ بقدرة 100 ميغاوات.

 

 

 

معالي الوزير الأول،

السيدات والسادة،

تِلْكُمْ كانت لمحةً سريعةً، وموجزاً مُقْتَضَباً لإنجازات القطاع، في مجال الطاقاتِ المتجددة تَحْديدا، خلال السنواتِ الأرْبَعِ المنصرمةِ من مأمورية فخامةِ رئيس الجمهوريةِ، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني. 

ولنا مع الاحتفاء بالمنجزات، في ظلِّ الذكرى الثالثةِ والستينَ للاستقلالِ المجيد، مواعيدُ أخرى - لَنْ نُخْلَفَها بحول الله - ستكون مُنَاسَبَةً لِبَسْطِ الحديثِ عن الكثير مِمَّا حقَّقَهُ، فخامتُهُ،، لهذا البلدِ – بفضل الله - في المجالات الأخرى، لاسيما على صعيدِ تعزيزِ البنى التحتية الكهربائية الداعمة للنمو والمُحَفِّزَةِ للإنتاج، وإيصالِ الكهرباء إلى المواطنينَ في مُدُنِهِمْ وقُراهُم، فضلاً عن تعزيزِ وتكاملِ مصادِرِ الإنتاج، وتوسيع شبكة خطوط النقل وإعادة تنظيم القطاع وهيكلتِه.

 

أمَّا عن الآفاق، فالمستقبل واعِدٌ - بحول الله -  بفضلِ الرؤيةِ المستنيرةِ  والنهجِ القَويمِ والمَسَارِ الصحيحِ الذي سلَكَتْهُ البلادُ غداةَ فاتحِ أغشت 2019، فكانَ وَمْضَةَ فَجْرٍ بَدَّدَت الظلامَ، وآتَى أُكْلَهُ أَمْنًا مِسْتَتِبًّا، وسِلْماً اجْتِماعِيّاً، وتَصَالُحاً مع الذّات، ووِئاماً وإنصافاً، وصِيتاً حَسَناً، وصوْتًا مُؤَثِّرًا مَسْموعاً، وحَياةً هَنِيَّةً كريمة. 

فَهَنيئاً لنا بهذا العهدِ الميمونِ، عهدِ فخامةِ رئيس الجمهوريةِ، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي سَلَكَ بنا للكرامةِ سبيلاً لا عِوَجاً فيها ولا أَمْتاً، وأَنارَ لنا دَرْبَ العبورِ الآمِنِ إلى مَدارجِ السُّؤْدَدِ والتقدُّم، وهيَّأ لنا أسبابَ الارتقاءِ بموريتانيا إلى مستوى تطلّعاتِ أجيالٍ متعاقبةٍ من أبناءِ هذا البلدِ البَرَرَةِ،  الذين بَذَلوا الغاليَ والنفيسَ، وضَحَّوْا بالأنْفَسِ في هذا السبيل.

وَصِيَّتُهُمْ أنْ نَعَضَّ، نحنُ، بالنَّواجذِ على النهجِ الذي يُرْضيهُمْ ويليقُ بالوطنِ، نهجِ فخامةِ رئيس الجمهوريةِ، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وما نَحْنُ بِمُضَيِّعُوها إن شاء الله.

{رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

صدق الله العظيم

 

أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إعلانات

 

إعلان