يعتبر الميثاق الجمهوري ؛ الذي قدمت بعض المرجعيات التاريخية للمعارضة الموريتانية من خلال احزاب ورجال عرفوا في الساحة السياسية بالوطنية و النضال المشرف من أجل الدفاع عن القضايا الوطنية اضافة الى ما يتمتعون به من مصداقيتهم على المستوى الدولي؛ يعتبر مساهمة بَنَّائة تصب في الاتجاه الصحيح ، خاصة اذا اخذنا في الاعتبار انهم يدركون اكثر من غيرهم ان الاسلوب والاداء الذي اعتمدت المعارضة منذ عشرات السنين لم يعد مجديا ليس لاحزابهم فقط بل و كمساهمة في بناء الوطن ولنكن منصفين يمكننا القول ان الانظمة المتعاقبة ايضا لم تساعدهم على لعب دورهم بالشكل الذي يرونه اليوم ممكنًا مع نظام فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
فبعد ما يزيد على اربعين عاما من التجربة والنضال ، كان من الطبيعي ان لا تَفُتْ عليهم الارادة التي ميزت صاحب الفخامة عن غيره عند تسلمه للسلطة وهي القطيعة التامة مع ممارسات واسلوب الانظمة الماضية ودعوة المعارضة للعب دورها المتمثل في المساهمة في بناء الوطن من خلال التشاور والمشاركة بافكارها وآرائها حول التحديات الحقيقية التي يعاني منها البلد منذ عقود من الزمن على جميع المستويات.
لقد أدركت هذه الاحزاب و المرجعيات ان الصراعات والخلافات لم تساهم في حل مشاكلنا بل كانت احيانا تزيدها تعقيدا .
كما اظهرت هذه الاحزاب دقة متابعتها للاحداث و ما يدور في العالم من تحولات عميقة و مفاجئة وخاصة في محيطنا الاقليمي وكذلك تفشي الخطاب المتطرف والعنصري اضافة الى الدور السلبي لتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي من طرف بعض الفاعلين الذين لا يدركون بما فيه الكفاية اهمية الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية ولا تحديد الاولويات بالنسبة للشعب الموريتاني .
شكلت هذه المعطيات الخطيرة على الوطن العامل المشترك بين فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وزعماء هذه الاحزاب .
ما جعلهم يغتنمون فرصة النهج الذي تبناه صاحب الفخامة الهادف الى اشراك الموريتانيين بآرائهم في جو من التهدئة و الاريحية تطبعه المسؤولية و المصلحة العليا لبلدهم .
تميز نظام فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بقناعته ان بناء اي وطن لايمكن تحقيقه الا بالمشاركة الحقيقية والفعالة لابنائه بدون استثناء .
وهكذا ينتظر الرأي العام من هذ التوجه الذي تمليه طبيعته وافكاره ونظرته الاستراتيجة على جميع المهتمين بالشان العام المشاركة فيه كونه منعطفا سياسيًا جديدا للممارسة الدمقراطية وطبيعة الحكم الذي يسعي اليه الشعب الموريتاني انطلاقًا من واقعه وخصوصياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، بعيدا عن الاسقاطات والإملاءات الخارجية التي لم يعد "مصدرها من نفسه" في وضع يسمح له بذلك نتيجة الوضع العالمي الجديد الذي يحضر له الجميع كل من موقعه ومصلحته ما يجعلنا لا يمكن ان نبقى رهينة ماض لم يعد قائما.
سيدي ولد ابراهيم ولد ابراهيم
خبير محاسبي ، فاعل سياسي .