أظهر مستوى تنفيذ ومراقبة بعض المشاريع المهمة وكذلك عدم احترام دفاتر الالتزامات، خللًا يمكن ان ينعكس على تنفيذ برامج فخامة الرئيس في بعضها ، وتفسر هذه الوضعية أن بعض الاطر المشرفة على إدارتها ينقصها التخصص والمهنية وإدراك اهمية المهمة التي تم تكليفهم بيها وما يترتب عليها بالنسبة للوطن .
التفسير الآخر هو ظاهرة تعوَّد عليها بعض الاطر منذ عقود من الزمن وهي الإعتماد على العلاقات الشخصية والوساطة والطرق الملتوية كمعيار للحفاظ والحصول على مناصبهم بدل معايير الكفاءة والنزاهة والأحقية، لكن الخطير في هؤلاء أنهم يدركون جيدا ان الحصول على المال العام عن طريق الوظيفة لا يمكن أبدآ إلا في حالة إفشال الادارة والمناهج وغياب الكفاءة ومركزة القرار والتسيير الأحادي وعدم احترام النصوص والقوانين.
ومن هذ المنطق يمكن القول ان فشل بعض القطاعات لا يمكن أن يكون صدفة، فهي طريقة عمل للوصول إلى أهداف شخصية لا علاقة لها بالمهمة الوطنية التي تم اختيارهم على أساسها.
ولعلّه أسلوب ونظرة وممارسة اصبحت تتحكم في بعض القطاعات وتقف وراء فشلها، فالمشكلة الفعلية والحقيقية تكمن في عقليات هؤلاء الأطر ولا يمكننا أن نتقدم ما لم تتغير عقلياتهم .
إن عجز بعض هؤلاء لا يتطلب الفلسفة او البحث البعيد ، يكفينا فقط أن نرى نهارًا جهارا تنقل فخامة الرئيس شخصيا وهو يبحث في عين المكان عن حل مشكلة الماء والكهرباء ويطلع على وضع المدارس قبل افتتاح السنة الدراسية و وضع المستشفيات والطرق والجسور، ما يظهر بوضوح فشل القائمين على بعض القطاعات الحساسة والمهمة .
والدليل الآخر أن الأمر يتعلق بكفاءة أولائك الأطر هو كون كان متاح لهم لقاء فخامة الرئيس والوزير الاول ولديهم الامكانيات المادية والصلاحيات الكافية ولم يقدموا حلولًا ولا حتى اقتراحات من أجل اتخاذ القرارات الضرورية قبل فوات الأوان!
في ظل كل هذه المشاكل والازمات أضطر فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يضيف لمهامه السامية المتمثلة في رسم الخطوط العريضة و بلورة الاستراتيجيات الكبرى و العلاقات الخارجية والقيادة العليًا للقوات المسلحة ورئاسة المجلس الأعلى للقضاء، الامور التي تحدثنا عنها في بداية المقال ، الماء ، الكهرباء، ومتابعة تنفيذ المشاريع.
في خلاصة الامر يمكننا القول ان الرئيس غزواني يمتلك الكفاءة والارادة والحكمة والرزانة الكفيلة بالنهوض ببلدنا وإخراجه من هذه الدوامة التي وجده يتخبط فيها منذ ما يزيد على ستين عاماً لكن الأمر يتطلب من جميع الاطر والكفاءات المخلصة و الوطنيين والصادقين والسياسيين اغلبية ومعارضة الوقوف معه ودعمه ومساندته حتى نتغلب جميعا على المعوقات التي تقف في وجه تنمية وطننا العزيز.
سيدي ولد ابراهيم ولد ابراهيم
خبير محاسبي ، فاعل سياسي .