سلِمت يداك، أيها الشاعر والاديب الموريتاني الاستثنائي، الاخ الخليل النحوي، فليس اجمل ولا اعمق من هذه الابيات الممزوج فيها شغف القلب، ورقي العقل، وعمق الالتزام، هدية لبيروتنا الحزينة والجريحة واليتيمة هذه الايام رغم تاريخها العروبي النضالي العريق.
كلما أدمعت عين بيروت ، كفكفها عبقري او مناضل او شاعر او شقيق من موريتانيا حيث الحب والعروبة والالتزام ما زالوا يحفظون رحيق الاصالة.
القصيدة:
بَيروتُ كلُّ القارِعاتِ سلامُ
ذَهَبَ الرِّجالُ وَدَالَتِ الأَيَّامُ
البحرُ حَوْلَكِ مَوْجَةٌ مِنْ دَمْعِنَا
وَدُمُوعُنا لِلسَّامِرينَ مُدَامُ
نَبْكِي وَبعضُ بُكائِنَا ضَحِكٌ وَبَعْـ
ـضُ شُجونِنَا وَهُمومِنَا أَوْهامُ
وَالصَّخْرُ، يا بيروتُ، رَمْلُ قُلوبِنَا
قَسَتِ القُلوبُ وَلَانَتِ الْآكَامُ
لَا تُنْكِرِي إِحْجامَنا وَذُهولَنا
إنَّ الرُّجولَةَ عِنْدَنا الإِحْجَامُ
لَا تُنْكِرِي إغْضَاءَنَا وَحَياءَنا
فالأرضُ رَمْلٌ والرِّجالُ نَعامُ
لا تَمْنَعِينَا أنْ نُهدِّمَ بَيْتَنا
فَقُصورُنا مَهْما عَلَوْنَ حُطامُ
لا تُنكِرِي أَحْسابَ قَوْمِكِ إنَّهُمْ
أَهْلُ النُّهَى، لَكِنَّهُمْ أَيْتامُ
بَيْروتُ صَبرًا.. ما لِرَهْطِكِ حِيلَةٌ
إلا الكَلامُ، وَهَلْ يُفِيدُ كَلامُ ؟
سَتُقاتِلينَ العَالَمينَ وَحيدَةً
فَبَنُو أَبيكِ عَنِ الْقِتالِ صِيامُ
آلامُنَا رَحِمُ الْعُلَى وَمَخَاضُهَا
فَمَتَى سَتُنْجِبُ هَذِهِ الأَرْحَامُ ؟
لَا تَيْأَسِي .. لَا تَيْأَسِي .. فَلَنَا عَلَى
عِلَّاتِنَا هِمَمٌ سَمَتْ وَذِمَامُ
فَلَرُبَّ قَارِعَةٍ تُنَبِّهُ نَائِمًا
وَدَمٍ جَرَى فَتَفَتَّقَتْ أَكْمَامُ
كُلُّ الحَياةِ إلى ذُرَاكِ ِ مَسِيرَةٌ
كلُّ الجِهَاتِ لِمَنْ يَسِيرُ أَمَامُ
وَغَدًا يَهُبّ النَّائِمُونَ.. غَدًا يَعُو
ـدُ الفَاتِحُونَ وَتُورِقُ الأحْلَامُ
وَيُرَفْرِفُ الْعَلَمُ الكَبيرُ مُظَلِّلًا
سَعَفَ النَّخيلِ … وَتَسْقُطُ الأعْلامُ
الشاعر: الشيخ الخليل النحوي