تعتبر الغرفة البرلمانية من أهم السلطات في أي نظام ديمقراطي في العالم لكونها مسؤولة عن الجانب التشريعي الذي تعتمد عليه الدولة في القوانين المسيرة لها وفي تنميتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية ،
كما أنها تضم كوكبة من خيرة الشخصيات الوطنية من سياسيين و مثقفين وأهل الرأي والفكر ، إضافة إلى تمثيلها لجميع طبقات المجتمع مما يجعل أعضاءها قدوة ومثالا يحتذى به، كما يجعلها أيضا مدرسة لتكوين الأجيال وتربيتهم الدينية والأخلاقية والسياسية والثقافية وعلى هذ الأساس يطلق عليها لزاما اسم الهيئة الموقرة و يطلق على النائب صفة النائب الموقر.
ومن هذا المنطلق وهذه الخصوصيات أثارت بعض المداخلات منذ فترة نباهة المشاهد و المتابع نتيجة خروجها عن السياق العام الذي يميز الجمعية الوطنية وكان من بينها المداخلة الأخيرة حديث الساعة ؛ حيث كان ينبغي أن تتناول هذه المداخلة الموضوع المقدم في الجلسة من طرف معالي الوزير الأول والمتمثل في برنامج الحكومة للسنة القادمة حيث تجنبت هذه المداخلة الموضوع و رسمت مقاربات أخرى تتعلق بموضوع آخر مطروح للعدالة بطريقة وأسلوب غير مألوف ولا يليق و لا يخدم مقام الجناب النبوي صلى الله عليه وسلم .
كما لم تحترم هذه المداخلة نصوص وقوانين الجمعية الوطنية المعمول بها كهيئة تمثل إرادة الشعب الموريتاني، و أبعد من ذلك تشعبت في بعض المتاهات التي تفتقد للجدية والاحترام وتعرض رمز من رموز الدولة لجدل في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي من خلال بث مباشر على العالم .
إن الشعب الموريتاني المحترم صاحب القيم والأخلاق يحتم على نواب الجمعية الوطنية أغلبية ومعارضة التحلي بالأسلوب الحضري المسؤول، والقيم والأخلاق لأن الشعب الموريتاني انتخبهم على ذلك الأساس كما على الجمعية الوطنية اتخاذ إجراءات صارمة ورادعة من أجل الحفاظ على قيمنا وأخلاقنا واحترام هذه الغرفة الوطنية وهيبتها المتمثل في هيبة الشعب و قيمه وأخلاقه .
كما أن من واجب النواب والمواطنين إدراك :
- أن رئيس الجمهورية يمثل إرادة الشعب ، كما أنه الرمز الاول للجمهورية الإسلامية الموريتانية .
- أن رئيس الجمهورية محمي من طرف القانون والدستور..
- أن رئيس الجمهورية هو رئيس المجلس الأعلى للقضاء،
- رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة؛
- و رئيس الجمهورية هو حامي الدستور و القانون .
ومن هذا المنطلق يجب أن يكون النائب هو أول مثال في احترام القانون والدستور والشعب، كما يجب عليه خلال أدائه على المنابر احترام القيم والأخلاق والعادات بما في ذلك التفاوت في العمر ، وبهذه الطريق يكون المواطن وجد أمامه طريقا يسلكه ويحصنه من التطرف وانحلال الخلق ، وكذلك يكون المنتخبون قدوة و يقدمون الدروس لأجيال المستقبل في التربية وحسن السلوك.
إن كلما نلاحظه من تطرف وإساءة وانحلال خلق منذ فترة ليس صدفة بل هو عمل منظم وممنهج مدعوم في أجندات خارجية معادية هدفها اختراق ديننا وقيمنا وأخلاقنا من أجل نزع الحصانة عن شعبنا واستغلاله في توجهات خبيثة ومنحرفة ولا تخدم أمتنا الإسلامية وهذ ما يوجب على قدوتنا وسياسيينا الابتعاد عنه ومكافحته بدل أن يكونو جزء منه.
أما فيما يخص محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يمكن المزايدة على هذ الشعب بصفة خاصة في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في دينه ولا قيمه ، نحمد الله ونشكره على نعمة وقوة إيمان أمتنا .
سيدي ولد ابراهيم ولد ابراهيم
خبير محاسبي ، فاعل سياسي.