المهندس محمدن سيدي الأمانه يكتب في توديع الأمين العام سيدي ولد مولاي الزين

خميس, 07/20/2023 - 02:56

على مر السنين، تمر بنا العديد من المواقف والتجارب في حياتنا المهنية. ومن بين تلك التجارب، قد يتطلب الأمر في بعض الأحيان وداعًا لوزير أو أمين عام، سواء بسبب تغيير في الوظيفة أو تقاعد أو أي سبب آخر. وفي هذا السياق، يحمل الوداع معانٍ خاصة ولحظات لا تنسى تعبر عن الشكر والاحترام المتبادلين.

عندما يكون أمينك العام مميزًا ومتميزا فلا شك أن الأمر سيكون  صعبًا للغاية. لا سيما إذا كان له تأثير كبير في النجاح والتطور المهني للموظف والقطاع. ويدعم الموظفين، ويساعدهم على تحقيق اهتماماتهم وتطلعاتهم.

وعندما يحين وقت الوداع، يتدفق الكثير من المشاعر وتتزاحم الذكريات في النفوس. 

في رحلة عملنا المشتركة، رأينا حقا من يمتلك تلك القدرة على استدراج أفضل ما فينا وتشجيعنا على تحقيق النجاح.  بواسطة تقديم الدعم والتوجيه، و بالاستماع إلى اقتراحاتنا باهتمام وتعطش بالغ للحقيقة والاعتراف بجهودنا للمبذولة وقدرها قدرها. إنها تلك اللحظات التي تبقى محفورة في ذاكرتنا وتؤثر على حياتنا المهنية في المستقبل.

ومع ذلك، يجب أن نفهم أن الوداع ليس نهاية العلاقة. إنها بداية فصل جديد من التطور والنمو. 
بعد الوداع نستفيد من التجارب التي عشناها معا ونستمد منها الحكمة والمعرفة لبناء وطننا ومستقبلنا المهني.

لذا، في هذه اللحظة الخاصة، يجب أن نعبر لكم عن امتناننا وشكرنا لما قدمتموه لنا سيِّدي الأمين العام.  فقد عجزت كلماتي وجف حبري وخنقتني العبرات حين احجمت العبارات، ولكني أنتظر بلهفة أن ترى كلماتي الصامتة، وتشعر بما يجول في عالم صمتي العميق. فقد راقصت الأفكار تحت نور القمر، وسربت العواطف بين نجوم السماء، وأنا أنتظر أن تصبح القارئ الأمين يا نجل الأمين لتلك الكلمات الصامتة، التي لا تحتاج سوى إلى إحساسك العميق لما في قلب كل موظف.

قليل في وداعك ألف شهر
وألف بعد ذاك وحجتان
ولو نعطى الخيار لما افترقنا
ولكن لا خيار مع الزمان

فأحسب أن كل موظف حاله حالي
يقف محتارا هل يبعث برسالة تعبر عن تقديره واحترامه لشخصكم الكريم؟ أم يقدم الشكر على التوجيه والدعم؟  أم يذكر الإنجازات التي تحققت ؟ أم يصمت والصمت أبلغ أحيانا ؟ 

أتمسك دمع العين وهو ذروف
وتأمن مكر البين وهو مخوف
تكلم منا البعض والبعض ساكت
غداة افترقنا والوداع صنوف
فآلت بنا الأحوال آخر وهلة
إلى كلمات ما لهن حروف

يخوض أناس في الكلام ليوجزوا
وللصمت في بعض الأحايين أوجز 
إذا كنت عن أن تحسن الصمت عاجزا
فأنت عن الإبلاغ في القول أعجز

وقوة الصمت وقدرته على الإيصال والتعبير عن ما في القلب أوجز وأبلغ من الكلام.

سيّدي، حانت لحظة الوداع وهي تجربة مؤثرة تعكس العلاقات البشرية الحقيقية التي تتجاوز العمل وتتغلب على حدود المكان والزمان والرسميات..

وبما أن الحياة المهنية علمتنا أن نستمر بإذن الله تعالى، وأن نمتص الصدمات 
ولاشك سنلتقي في ميادين أخرى وتبقى خدمة الوطن هي شعارنا البارز وهدفنا الأسمى.

وهذا من مناقبه قليل..

إعلانات

 

إعلان