
سواء اتفقنا أو اختلفنا مع إدارة وزير الصّيد المُقال محمد عابدين ولد امعييف لقطاع الصّيد وما صاحبها -ربّما- من بعض الأخطاء في التّقدير والتوقيت لبعض القرارات والإجراءات، إلا أنها في المجمل كانت بداية جدّية للإصلاح، وكان من المهم إعطاء الوزير الوقت الكافي ليكمل ما بدأه.
لقد حملت إقالة وزير الصيد أكثر من رسالة سلبية:
1. الحرص على تطبيق القانون (مدونة الصَّيد) بصرامة ومضاء ليس مرحبا به لأن صخب "المتضررين" أقوى،
2. معرفة القطاع الذي تُديره، دراسة وخبرة وممارسة، ليست ميزة ولا معطى مهما من معطيات التوزير وإسناد المهام لأهلها، بل الأهم من كل ذلك توازنات سياسية واجتماعية ومناطقية ما،
3. ليس هناك "حماية" من المسؤول الأول لمن يريد أن يطبّق خطة اصلاح ، ستغادر منصبك حين يشْغب عليك "بعضهم"،
4. العلميون في قطاع الصيد؛ الزموا أماكنكم فليس مرحبا بكم في إدارة قطاع الصّيد، لا حاجة لنا بمعرفتكم وخبرتكم،
أخيرا؛ وقد كنت متابعا لكثير من النقاشات والصخب والتشويش الذي تفاقم في الفترة الأخيرة من أكثر من جهة حول الوزير، لكن مع كل ذلك الصخب لم اسمع من أي جهة من يتهم الوزير المُقال في نزاهته المالية، لقد بقيّ وزيرا نظيف اليد بشهادة كثيرين في قطاع من الصعب أن يسلم مسيروه من فتنة المال، وتلك لعمري ميزة بألف في زمان الناس هذا.
حمود الفاظل