فضًل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الغوص في الاختلالات البنيوية التي تعاني منها الدولة منذ عقود باعتبارها عوائق جوهرية تمنع تقدم البلد على جميع الأصعدة..
وتتمثل تلك العوائق في ضعف مستوى التعليم وغياب المنظومة الصحية والبنى التحتية بشكل عام، ما يبرر وجود الفقر بشكل واسع بين شرائح المجتمع خاصة منها التي تضررت في الماضي من التهميش والغبن وعدم المساواة وغياب دولة قوية تؤمن لهم حياتهم واندماجهم في الحياة النشطة عن طريق مؤسساتها وهو ما جعل بعضهم عرضة للخطاب السياسي المتطرف والدعاية الشرائحية التي تهدد اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية .
ومن هذا الواقع كان بإمكان ولد الشيخ الغزواني أن لا يدخل في هذه الاصلاحات العميقة نظرا لما تحتاجه من تضحية و إمكانيات لميزانية الدولة وتعبئة الشركاء والممولين وفرض إرادة صارمة في وجه إدارة مغيبة عن دورها منذ عقود و تعاني سوء التسيير و الا مبالاة.
وكان بإمكانه أن يواصل على ما كان قائما مع بعض الاجراءات تعزز و تؤمن حكمه من خلال الاجراءات الأمنية وتعبئة الٱليات السياسية الموجودة أصلا لهذا الغرض و الحفاظ على امتيازاته ومصالح محيطه الضيق، لولى الحس الوطني وقوة العزيمة، ففضًل أن يضحي بنفسه ومصالحه الشخصية من أجل النهوض بالبلد بتبني استراتجية "عميقة" استهدفت الاختلالات البنيوية التي تعيق التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، الشيء الذي كان يتطلب استرجاع ثقة الدولة وإصلاح الادارة ومحاربة الرشوة والفساد بتفعيل ٱليات المراقبة وفصل السلطات وإعطاء كامل الصلاحيات للمسؤولين وإشراك الشباب والمرأة في القرار الاداري والسياسي..
كل هذا العمل تم القيام به في فترة قياسية تزامنت مع أزمات دولية غير مسبوقة على غرار كوفيد 19 والحرب في اوكرانيا.
ورغم كل ذلك استطاع الرجل تجاوز كل هذه الصعاب ووضع البلد علي طريق التنمية والاصلاح، انطلاقا من تنظيم قطاع المعادن وقوننة قطاع الصيد البحري، مرورا بالاهتمام الكبير بالزراعة والثروة الحيوانية في وقت يستعد البلد لاستخراج الغاز مطلع 2024 وهي بداية ازدهار وتحول يعلم أهميتها جيدا المحيط الإقليمي والدولي وعلى المواطنين الموريتانيين إدراك ذلك ومخاطر الأطماع التي نحاول النيل من وحدتهم وتماسكهم. حفظ الله موريتانيا من كل شر.
___________
* محمد كربالي / عضو المجلس الوطني لحزب الإنصاف
