تعد مواقع الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت أكثر مواقع الاتصالات شعبية وانتشاراً، وفي ظل الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي من قبل الجمهور لم تعد هذه الوسائل مکاناً فقط للتواصل أو التعارف أو التشارك مع الأصدقاء حول الأمور الشخصية أو الموضوعات الاجتماعية، لکنها أصبحت أيضاً نافذة مهمة يتعرف فيها المستخدمون على الأخبار والمعلومات ويتشاركون فيها الآراء والأفكار. ورغم أن هذه المواقع أنشئت في الأساس للتواصل الاجتماعي بين الأفراد، فإن استخدامها امتد ليشمل النشاط السياسي من خلال تداول المعلومات الخاصة بالأحداث السياسية وکذلک الدعوة إلى حضور الندوات أو التظاهر وعلى هذا يمکن اعتبار مواقع الشبكات الاجتماعية الآن مرکزاً ضخماً لإنتاج ونشر وتبادل المعلومات السياسية، ظهرت المواقع الإلكترونية، التي غيرت مضمون وشكل الإعلام الحديث، وخلقت نوعاً من التواصل بين مستخدميها، كما أتاحت شبكات التواصل الاجتماعي تبادل مقاطع الفيديو والصور ومشاركة الملفات وإجراء المحادثات، ان موريتانيا مثل باقي دول العالم، ازداد فيها عدد مستخدمي شبكة الأنترنت وصاحبه ازدياد في عدد مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، وأن هناك نسبة عالية جداً من الموريتانيين يستخدمون الفيس بوك والواتساب، الامر الذي مكن معظم الناس من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي كـ منصات للنشر، ومن هنا برزت ظاهرة "المواطن الصحفي" الذي اخذ ينشر على منصات التواصل الاجتماعي أراءه وأفكاره. ان هذا الامر جعل شبكات التواصل الاجتماعي حواضن متعددة للأخبار المضللة والشائعات، وهوما يوضح مكمن خطورة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بدون وعي كامل بـ المسؤولية اتجاه المجتمع والغاية الاساسية، وانه عند النشر يجب التأكد من دقة المعلومات والأخبار، أن شبكة الانترنت تتصف بمميزات جعلتها سريعة الانتشار وتغطي مجموعة كبيرة من الناس بالمجتمع، لهذا تأثيراتها السياسية تكون كبيرة جداً، وتكون وسطاً خصيماً للشائعات السياسية التي تستهدف من المجتمع والدولة.
ومن هذا المنطلق نجد أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من أبرز الظواهر الإعلامية في عالمنا اليوم، فقد استطاعت أن تستقطب معظم فئات المجتمع بكافة مراحله العمرية ومستوياته الاقتصادية والاجتماعية، علاوة على أن هذه الشبكات أصبحت قناة مهمة للتعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق، إضافة إلى أنها تلعب دوراً هاما في توعية وتشكيل وعى المرأة بحقوقها، ومدى قناعة المرأة بأهمية هذه المواقع في تمكينها من التعبير عن رأيها لتصل إلى القيادات المؤثرة بالمجتمع بهدف الحصول على حقوقها كاملة.
وقد أتاحت هذه المواقع ايضاً الفرصة للمرشحين للانتشار بشكل أوسع وبلا تكلفة، بعكس الحملات الانتخابية التقليدية التي تحتاج إلى الجهد والمال.
من خلال ما سبق يمكن القول أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت واقعا فعلياً لا يمكن الاستهانة به أو غض النظر عنه، مع ضرورة الاهتمام بها والاستفادة من إمكانياتها سواء من جانب وسائل الإعلام التقليدية أو من جانب الحكومات.