بسم الله الرحمن الرحيم؛
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه؛
وبعد فإن الله تعالى فرض صيام شهر مخصص من العام وبين النبي صلى الله عليه وسلم زمانه وءالية التدقيق في بدايته ونهايته(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين يوما) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة وقد اختلف اهل العلم قديما وحديثا في اتحاد الرؤية من قطريتها إلا أن صوم يوم عرفة يختلف عن السياق السابق لعدة اعتبارات:
١) ان الحديث المرغب فيه لم يربطه بالرؤية وإنما بالموقف ولقد أعطي جوامع الكلم ولا يعوزه التعبير بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم روى مسلم وأبو داوود والترمذي من حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( صوم يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعد والسنة التي قبله).
٢) أن عرفة يقينا هي مكان يقف به الحجاج يوم الحج الأكبر( فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام) الآية من سورة البقرة
٣) مشروعيته لغير الحاج لحكمة عموم النفع واحتفال عامة المسلمين بنزول( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) الآية من سورة المائدة؛ فكافة المسلمين يعيشون يوما في عبادة متحدين مابين صائم وواقف بعرفة
٤) أن الله تعالى يباهي ملائكته بالحجيج يوم عرفة( هؤلاء عبادي أتوني شعثا غبرا أشهدكم اني قد غفرت لهم) رواه أحمد وابن حبان من حديث أبي هريرة.
دأب السلف أن يتعرضوا لنفحات الله تعالى حتى لا يفوتوا فرصة الا وانتهزوها وقد سمي يوم عرفة بأسماء عديدة منها يوم الغفران ويوم العتق.......الخ.
انطلاقا مما سبق فإنه على كل ذي همة أن يدلج وأن يسارع وأن يسابق فإن ربنا جل جلاله لحكمة يعلمها يبارك أزمنة وأمكنة وأوقاتا وبلطفه بلغنا بها ووعيناها فيا ليت شعري ما أحوجنا لسرعة الاستجابة(يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ).
كتبه الفقير لمولاه محمد غلام اماه