أن يكون الإنصاف عنوان المرحلة ويُعطى اسما علما لأكبر حزب وطني فذلك ما كنا نبغي وذلك ما كنا نرجو …
لقد أحسن الاختيار من اقترح هذا الإسم وجعل معناه مدعوما بميزان يرمز إلى العدل فالإنصاف والعدل وجهان لعملة واحدة؛ ففي ابن منظور ما معناه أن الإنصاف أخذ الحق وإعطاء الحق؛ يقول الفرزدق :
ولكنّ نِصْفاً، لو سببتُ وسبني
بنو عبد شمس من مناف وهاشمِ
ومن المأثور أنه " من أحاسن فعلات الأشراف الاتصاف بالعدل والإنصاف"، وذلك للدلالة على ترادف المعنيين
ويعزى لعلي كرم الله وجهه "العدل الإنصاف" فليس من الانصاف الظلم، وليس من الانصاف الغبن والتهميش، وليس من الإنصاف استئثار طبقة ولا جهة ولا مدينة ولا شريحة ولا مجموعة بخيرات البلاد ومقدراتها دون باقي المواطنين…
وليس من الإنصاف ولا من المروءة ولا من الإسلام أن يموت البعض جوعا بينما البعض متخما، يقول الأعشى:
تبيتون في المشتى ملاءً بطونكم
وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
الإنصاف هو المواطنة؛ الحقوق والواجبات، إنه مشروع عظيم لو فهمناه حق فهمه واستنتجنا منه القواعد الصلبة لبناء مجتمع عادل، متصالح مع ذاته مبني على قواعد أخلاقية سليمة حري بها أن تصمد أمام عاديات الزمان!
فمرحبا بحزب الإنصاف ونتمنى حظا سعيدا لقيادته التي ينتظر منها الكثير نظرا للآمال المعلقة على أهل الإنصاف من عدل وإحسان وأخلاق … وإنصاف
فليست العبرة بالعناوين وإنما العبرة بالمحتوى وبالإنجازات الملموسة التي تنتظرنا على أكثر من جبهة.
هل سينجح الإنصاف في أن يكون جناحًا سياسيا للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، معبئا المواطنين، قريبا منهم ومن همومهم، مواكبا للعمل الحكومي، …؟
أسئلة كثيرة مؤجلة وتحديات جسام يجب أن تتضافر الجهود من أجل تذليل الصعاب حتى نترجم الإنصاف في حياتنا اليومية ولن يكون ذلك إلا بالنقد الذاتي البناء الذي يشخص مواطن الداء ويقترح الحلول بدون مغالطات فالحق أحق أن يتبع والإنصاف من شيم الأشراف!
البكاي ولد عبد القادر ولد خو
نائب مقاطعة النعمه