قال إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الخاص للأمين العام المعني باليمن، إن إضاعة فرص إجراء الحوار في اليمن تضع ثقلاً كبيراً على كاهل اليمنيين.
وأضاف ولد الشيخ أحمد خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي زوال اليوم الجمعة، أن غياب الحوار في اليمن "سيؤثر على مستقبل اليمنيين ومستقبل بلادهم، ويتركهم يتخبطون في دائرة العنف والحرمان"، مؤكداً أن "اليمن يحترق فيما يعيش سكانه وضعاً كارثياً في وطن ينزف ومدن تنهار"، وفق تعبيره.
وفي الجلسة التي خصصها مجلس الأمن الدولي للوضع في اليمن، أشار ولد الشيخ أحمد إلى خطة الأمين العام للأمم المتحدة من أجل إجراء محادثات سلام بين الفرقاء في جنيف.
وقال ولد الشيخ أحمد: "هذه المحادثات ورغم قدرتها على تقديم أفكار قيمة للمستقبل لم تنجح في الحد من العنف الذي يعاني منه الشعب اليمني".
وأضاف في السياق ذاته أن الفرقاء المشاركين في محادثات جنيف "لم يتمكنوا حتى من الالتقاء وجهاً لوجه"، قبل أن يشير إلى أن "محاولات المحادثات الأولية قد مضى عليها أكثر من خمسة أشهر. وبعدما قمت الشهر الماضي بإعلام المجلس بنيتي عقد محادثات في الأسابيع اللاحقة، فإذا بهذه المحادثات تلغى مرة أخرى مع المطالبة بشروط إضافية".
من جهة أخرى أوضح ولد الشيخ أحمد أن من وصفها بالجماعات المتطرفة "تستغل النزاع والفراغ" في اليمن، مشيراً إلى "مهاجمة تلك الجماعات لمقر الحكومة في عدن ومقتل المدنيين وإصابة بعض القيادات مما اضطر الحكومة إلى مغادرة المدينة".
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قد وافق على المشاركة بوفد في المحادثات بعد أن أسفرت الجهود الحثيثة التي بذلها إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن إعلان الحوثيين الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وفي هذا السياق قال ولد الشيخ أمام مجلس الأمن: "أنا حالياً على تواصل مع كل الأطراف المشاركة للاتفاق على الزمان والمكان وآلية العمل، وكلي أمل في أن تكون هذه المحادثات وجهاً لوجه حتى تكون الأولى من نوعها وتجمع الحكومة بالحوثيين والمؤتمر الشعبي العام".
وعبر عن أمله في أن تكون المحادثات المنتظرة "بداية لخارطة طريق تعيد السلم إلى اليمن وتفتح المجال لحوار سياسي سلمي يؤهل لمرحلة انتقالية جديدة"، وفق تعبيره.
وحول البنود التي ستناقش في المحادثات قال ولد الشيخ أحمد إنه "يقترح على الأطراف آلية تطبيق القرار 2216، والتشاور على كل بند من بنوده والتطرق إلى انسحاب الميليشيات من المدن الرئيسية، وإطلاق سراح السجناء، وتسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة إلى الجيش، وتحسين الوضع الإنساني واستئناف الحوار السياسي الجامع".
وأكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة باليمن أن "هذه المباحثات سوف تشكل مرحلة مهمة في التاريخ اليمني الحديث، ونأمل أن تحمل الأمل للشعب اليمني الذي عانى الكثير ومازال يعاني وهو الضحية الكبرى للنزاع الحاصل".
وخلص إلى القول: "الكل الآن مدرك أن لا حلَ عسكرياً لهذا الصراع، ووحدها مباحثات السلام تمهد لمستقبل أفضل"، على حد تعبيره.
وكالات