فرحة العيد
فرحة العيد أيقظت ذكرياتي = من صميمي وحركت خطراتي
الرهان على الخطاب الشعبوي الدعائي المحرض وإن صادف هوى قطاع جماهري معروف له ذوقه وطريقة خطابه تتخذ من الشعارات المضللة والتحريض والإثارة أسلوبا لتحقيق أهداف ذاتية، رهان خاسر مصيره الذبول والافلاس، مقابل الارادة الجادة لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الذي عمل خلال أكثر من سنتين ونصف على تحقيق العدالة الاجتماعية في بلد يعاني العديد من المشاكل البنيوية التي راكمتها انظمة سياسية متعددة منذ نشأة الدولة الوطنية - وإن كنا لانكر لها دورا إيجابيا- ليس أقل هذه المشاكل عقلية الانسان الموريتاني في التعاطي مع الشأن العام وارتباط الغالبية من نخبنا بالمصالح الشخصية على حساب الوطن ومصالحه العليا.
إن وصف الاستاذ محمدن ولد شدو لمناسبتي عيد الشغل، وعيد والفطر بالاجواء غير الاحتفالية والصورة القاتمة التي قدمها في مقاله عكس التيار المعنون: بمطلع قصيدة العيد للشاعر أبو الطيب المتنبي يحتاج تأسيسا موضوعيا ومقنعا للرأي العام.
إن التسويات ورفع المظالم عن العمال وتحسين ظروفهم المعيشية، والاكتتابات المختلفة كل مرة، لايمكن بأي حال إلا أن تكون في خانة الايجابية كما تحدث العمال في عيدهم عن ذلك.
كما أن أجواء عيد الفطر في بلادنا بالنسبة للمدرك لواقع العالم ودول الجوار والتداعيات الاقتصادية والامنية المتعلقة بغلاء الأسعار عالميا والجريمة، والحروب، لايمكن إلا أن يحتفل بعيد الفطر المبارك وبما تشهده بلادنا من أمن واستقرار وانفتاح...الخ
وقد برهن فخامة رئيس الجمهوريه خلال الفترة المنصرمة من مأموريته على انحيازه للفقراء والمهمشين، وهو ماترجمته التدخلات الاجتماعية لحكومة معالي الوزير الأول محمد ولد بلال، من تأمينات صحية لمئات آلاف الافراد، والتحويلات النقدية، بالاضافة إلى الاصلاحات المؤسسية في مختلف مؤسسات الدولة، وتفعيل هيئات الرقابة، وتجهيزها بما تحتاجه من أجل الرفع من أدائها للتصدي للمحاربة الصارمة للفساد، كما تم الفصل بين السلطات، ومنح كل هيئة صلاحياتها دون تدخل لتمارس حقها كاملا غير منقوص،
ولعل أول مرة في تاريخ بلادنا يمارس البرلمان حقه الرقابي في المتابعة والتحقيق من أجل استراد أموال الشعب.
إن مقال الاستاذ محمدن ولد شدو مع كامل الاحترام والتوقير عكس التيار أو معه، غرد خارج السرب، وكان من الافضل له أن يبقى في حدود دفوعه بالتنسيق مع فريق المحامين الذي يرأسه حتى لايخرج عن سياق تقديم خدمة قانونية، إلى رأي سياسي غريب! في ساحة سياسية تطبعها الثقة في برنامج رئيس الجمهورية وتعمل على تعزيز تلك الثقة فيما يخدم المصالح العاليا للبلد، وتتطلع لغد أفضل في جو من الانفتاح والاحترام أعاد للدولة هيبتها والمواطن كرامته.