طبعا موريتانيا دولة فقيرة، وهو ما تؤكد التقارير الدولية، الواردة في التصنيفات المعروف لدى الهيئات المتخصصة في الاقتصاد العالمي..
كلنا يعلم بأننا شعب رغم مرور 60 سنة على إعلان الاستقلال، لا ينتج ابسط مقومات الحياة ولم ينجح حتى في زراعة الخضروات، أليس هذا لوحده موشر فقر؟
موريتانيا لا تمتلك من الخبراء والامكانيات ما يجعلها تستخرج ثرواتها الطبيعية بنفسها، الا يعد هذا فقرا؟..
بلد لا يمتلك بنية تحتية قادرة على تقديم الخدمات الضرورية.. من تعليم وصحة، وماء وكهرباء.. ألا يعتبر ذلك هو الفقر عينه ؟
.
موريتانيا تمتلك أكبر ثروة حيوانية في اقليمها وتستورد الألبان ومشتقاتها، وتقولون إنها ليست بلد فقير؟
.
كيف تقولون أن موريتانيا بلد غني، وهي التي ظلت عاجزة منذ نشأتها عن توفر الماء والكهرباء والدواء والتعليم لمواطنيها؟
كيف تنتظرون الرفاهية من بلد تنهشه الأمية والتفاوت الاجتماعي والفئوية البغيضة وتجذر القبلية، وكذلك الصراعات العرقية؟
.
موريتانيا لا يعرف أغلب مواطنيها حقوقهم ولا واجباتهم، وتقولون: نحن شعب غني ؟
كيف لبلد يتعرض منذ نشأته لسوء التسيير
ونهب الثروات من الداخل والخارج، ولا يقدم فيه مسؤول استقالته أو يعترض على أي تصرف بداعي أنه لا يخدم الوطن ومصالحه العليا، أن لا يكون فقيرا؟
كيف لبلد شعبه لا يحترم القوانين ولا الاعراف ولا العادت ولا قيم الشعوب الناضجة، شعب لا يعمل في منازله لنفسه ويكرس العبدية واستغلال البشر، أن يكون أكثر فقرا؟!
شعب لايحترم الدولة ولا يحترم ممتلكاتها
ولا مؤسساتها ولا دستورها وتقولون بأنكم لستم فقراء؟
وضعية الدولة الموريتانية سبقت الرئيس ولد الغزواني بعقود من الزمن ولا علاقة له بها وقد استحق دعم الشعب الموريتاني ووقوفه معه على أساس احترامه للمال العام، وصراحته ومواجهته لهذه التراكمات المأساوية بشجاعة، و صرامة وجدية في معالجتها من منظور الحكمة و المسوولية
رغم الظروف العالمية التي صادفت تسلمه للسلطة.
أما عن الضجة التي اطلقها بعض الاخوة، من خلال التسجيلات "المبتورة" من حديث الرئيس أمام الجالية في إسبانيا، وما عجّت به مواقع التواصل الاجتماعي من مقالات وتحليلات
في التواصل الاجتماعي، رغم أنها تدخل في سياق الحريات العامه التي يضمنها لهم الدستور، إلا أنها فرغت للأسف من مضمونها ومراميها على يد ثلة من "السفهاء" ممن يتقاسمون سن المراهقة وعدم النضج والاخفاقات في الحياة الخاصة ورحلة البحث عن الذات، لكنهم لن ينجحوا في حجب الحقيقة ولن يصبحوا مرجعية في تسيير الدول ولن يسعى أب كان للاستفادة من تجربتهم ولا خبراتهم في مجال بناء الدول، فهم ليسوا مثالا حتى في السلوك الحضري لعدم إدراكهم لضرورات نقاش الهم العام بمسؤولية وأتزان.
لأن عالم الوهم الذي يعيشون فيه هو من يحدد نظرتم للحياة ، بعيدا عن رمزية الدولة والواجب الوطني وما يترتب علي ذلك جدية.
ولا شك أن شعبا يتعرض منذ ستة عقود، للخيبات الني تحدثنا عنها في البداية، سيكون مادة دسمة عند الانتهازيين وفاقدي الأمل، ممن
لا يدركون مفهوم الدولة والتعاطي مع الشأن العام.
د . شيخنا محمد الحافظ