الاغلبية و المعارضة في سفينة واحدة والوطن مسؤولية مشتركة ........!

سبت, 11/27/2021 - 07:49

نشأت التعددية الموريتانية في ظروف طغى عليها عدم التجربة الديمقراطية على مستوى الاقطاب المتنافسة من أغلبية ومعارضة حيث لم تعترف المعارضة بنتائج الانتخابات الشيء الذي جعل النظام يتعامل مع الاخيرة بأسلوب غير معهود في الديمقراطية وتطور هذا الخلاف حتى خرج عن سيطرة الطرفين وقد كان للأعلام و الصحافة انذاك دور في تلك الوضعية لتناولها من طرف المثقفين والمحللين مما زادها تعقيدا .
وبدون تعمق فيما مضى منذ نشأة التعددية ليس هناك خلاف ان التعاطي ما بين المعارضة و الانظمة كان دائما ينتهج اسلوبا لا يعتمد و لا يتماشى مع مبادئ الديمقراطية المعهودة حيث تتجاوز العلاقة بينهما السلاسة و الودية لتصل احيانا إلى التنابز و الشتائم ، وانتج هذا الوضع أجواء فوضوية تميزت بعدم المسؤولية ليصبح البلد أرضا خصبة لاستقبال الحركات المتطرفة والعنصرية وأصحاب النوايا السيئة .
و في هذه الاجواء المشحونة حطت في السنوات الاخيرة وسائل التواصل الاجتماعي اوزارها لتستفيد من أرض تم بذر كل ما تحتاجه فيها من الغام ولم يبقى إلا الحصاد .
في ظروف كهذه استلم فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني السلطة وكان أول من باشر فك خيوط هذه الوضعية وبدأ في تهدئة الأجواء على كافة المستويات (أحزاب معارضة ، جمعيات حقوقية ، شخصيات وطنية ، نقابات ...) ، ولم يستثنى أحدا حتى تمكن من خلق إجماع وطني ، أهله يؤمنون جميعا بضرورة التعامل بأسلوب سياسي ،قانوني ومؤسساتي ولم يتوقف عند ذلك ، بل اطلق مبادرة التشاور من اجل ترجمة التفاهم بين المعارضة و الاغلبية الى عمل مشترك من خلاله يجلس أبناء الوطن لوضع التصورات عن ما يمكن ان يرونه مناسبا وضروريا من اجل مستقبل زاهر لهدا البلد.
وانطلاقا من هذه الوضعية اصبح من الضروري على المعارضة ان تعي هذه اللحظة التاريخية التي يمكن من خلالها ان تلعب دورها الطبيعي والذي يشترط عليها تغيير خطابها واساليبها الماضية وترفع مصلحة الوطن وتساهم في تعزيز الجبهة الداخلية وتشارك في الحوار بجدية من اجل الوطن ليس كقطب سياسي فقط وانما كقطب تنموي ايضا .
إن الانفتاح القائم والذي عبر عنه فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني والذي جسده في التهدئة القائمة وفتح تشاور بين جميع الفرقاء السياسيين بدون شرط ، فرصة لا تتكرر وينبغي استغلالها إيجابيا من طرف المهتمين بالشأن العام .
كما أنه من الضروري أيضا للمعارضة أن تفهم أنها جزء من أمن هذا البلد واستقراره وتنميته وأنها ملزمة بالدفاع عن وحدته ولحمته الاجتماعية ، كما يجب عليها الدفاع عنه في جميع المنابر في الخارج وأن يكون دورها على مستوى التحديات بعيدا عن الخطابات الشعوبية والمشادات والتجريح,مبنى على النقد البناء والتنبيه والمراقبة بتسليط الضوء على ما قد يحدث من أخطاء وتقديم أفكار وبرامج لحل المشكلات من خلال اسلوب متحضر ومسؤول ، بهذه الروح والتفاهم يمكن للجميع ان يتعاون على بناء وطننا من خلال توزيع الأدوار بين أغلبيتنا و معارضتنا فكلهم في سفينة واحدة والأخطار والتحديات تواجه الجميع وهذا يتطلب تضافر الجهود من أجل تجنيب شعبنا مخاطر عدم التنسيق الإيجابي الذي راح ضحيته منذ عشرات السنين .

سيدي ولد ابراهيم ولد ابراهيم
خبير محاسبي ، فاعل سياسي .

إعلانات

 

إعلان