توفيق بكاري يكتب: ذكريات مع 185 من حملة الشهادات العليا / صور

سبت, 01/16/2021 - 12:36

ذكريات مع 185 من حملة الشهادات العليا من جميع التخصصات العلمية و الأدبية المستفيدين من برنامج القرض الزراعي ما بين سنة 2010 م وسنة 2012 م ، هذه التجربة التي أثبتت أنها العصى السحرية لدمج بعض التخصصات في الحياة النشطة التي لطالما كانت ديدن الحكومات المتعاقبة لحد الساعة لتبرير فشل سياستها التشغيلية بشكل عام خصوصا فيما يتعلق ببطالة حملة الشهادات العليا ، فالبرغم من أن بداية هذه التجربة كانت مبهرة و ناجحة و حققت أرباحا محفزة ، إلا أن المشروع لم يحظى بالعناية و المتابعة و التأطير و مواجهة العوارض الطبيعية للمشروع من طرف القطاعات المعنية بالمستوى الذي يضمن إستمراية هذه المشروع الفريد و الرائد ، و مع مطالبتنا المتكرر للجهات المسؤولة بضرورة مراجعة سياستها إتجاه هذا المشروع الذي نجد فيه المخلص من البطالة و المحقق للإكتفاء الذاتي للبلد من المخرجات الزراعية، إلا إننا للأسف لم نجد الآذان الصاغية إلى حد الساعة ، ما العلم أن هناك العديد من التجارب التي حذت نفس المنوال رغم أهميتها فالمضمون وقدرتها على إمتصاص البطالة و إستحابتها لمتطلبات السوق الوطنية ، و منها لا للحصر مشروع صناعة اللبن و المقاولين الشباب في مجال الأشغال العامة، و مشروع دور الخدمات و غيرها ، إلا أننا و للأسف الشديد ، و بحكم تجربتنا الطويلة وخبرتنا بالمستهدفين و طبيعة السوق ننلاحظ ، أن نفس الأخطاء و نفس النهج يتواصل تحت شعارات أخرى لا تختلف عن سابقيها إلا في العنواين ، مثل مشروعي مستقبلي، إلا أن الأخير وقع في كثير من التجاوزات المتعلقة بالجوانب الفنية للمشاريع المستفيدة، و بالأخص تلك حديثة النشأة، إن مثل هذه التراهات هي ما تصنع من الشباب المطحون و المهمش و المغلوب على أمره أسرى مرهونين بغلبة الدين و سندان الإفلاس و مطرقة أروقة المحاكم .
إننا حلمنا بوصفنا مهتمين بهذا المجال ، أنه مع قيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، و ما لاحظناه في نهجه من تريث و الأخذ بأسباب النجاح مع أخذ كامل الحيطة و الحذر ، أن قطاع التشغيل للأسف لم يتأسى بنهجه و لم يأخذ العبرة الإيجابية مما سبقه من تجارب ، و السبب يعود كما تعود حليمة لعادتها القديمة، فقد كان قطاع التشغيل دائما ضحية من يتم تعينهم عليه ممن يفتقرون للخبرة اللازمة في المجال و بالتالي يضيع التشغيل بين أنتظار الفهم و الأماني و الأحلام و في أسوء الاحوال إطلاق برامج مرتجلة بقصد شغل الفراغ و التلاعب بمشاعر ضحايا البطالة.
من هنا نقول حان الوقت ليتجاوز قطاع التشغيل حقل التجارب و حسابات التوازنات الضيقة و اللعب بمشاعر حمائية الجاهلية .
فقطاع التشغيل ، قطاع خاص بما يميزه من إهتمام وملامسته للجميع ، وتأثيره المباشر على السلم الاجتماعي و الإستقرار و مكافحة هجرة الأدمغة و خلق التوازن الإجتماعي و الفكري والسياسي و الإقتصادي للأفراد .
و هنا يجب أن نكون منصفين مع أنفسنا، فكما يقول المثل فاقد الشي لا يعطيه ، و نؤكد أننا لسنا ضد أي مسؤول في حد ذاته ، و لا شك لدينا أن كل مسؤول عن أي قطاع سيسعى إلى تحقيق أهدافه فذاك أمر مفروغ منه ، لكن للأسف ليست الغاية أو الإرادة تكفي لوحدها ، عند ما يتفتقد المسؤول للخبرة اللازمة في المجال فإن طريقه مسدود نحو الفشل ، ولكي لا نصل إلى الفشل الغير قابل لتدارك النجاح قبل إنتهاء المأمورية.
نرجوا من فخامة الرئيس تدارك الوضع.
أ. التوفيق سيدي بكاري رئيس الرابطة الوطنية لحملة الشهادات العاطلين عن العمل

إعلانات

 

إعلان