في حق طيب الذكر المفوض عبد الله ولد محمد محمود (تأبين)

أحد, 12/20/2020 - 16:18

في عيد الشرطة يستعيد الجميع ذكرى رحيل المفوض الإقليمي عبد الله ولد محمد محمود
صاحب الأخلاق العالية ورجل الدولة المحترم.
عمل في سبيل وطنه بأمانة ورصانة والتزم بحدود القانون وتصرف وفق ضوابط الأخلاق وسلك مع الناس سبيل المؤمنين
لم ينزل إلى درك الأحقاد ولا تصفية الحساب لا في عمله ولا بين مجموعته أو بين مجتمعه وهي صفات قل نظيرها في رجال الدولة الموريتانية المعاصرة.
يمثل المفوض عبد الله نموذجا نادر المثال بين القلة التي حملت بصمت على عاتقها ثقل أمانة الدولة الوطنية فتحملها بصمت وانضباط نادرين.
لم يستخدم يوما سلطته إلا في حدود القانون ولم يجعلها مطية لجمع المال أو شراء الذمم والنيل من أعراض المواطنين.
ولذلك يمكن أن يكون المفوض الإقليمي عبد الله بن محمد محمود صنفا نادر المثال بين رجال الشرطة لا في موريتانيا فحسب بل وفي بلدان المغرب العربي وإفريقيا
جمع بين مكارم الأخلاق من غير تزيد ولا منّ كما قال الشاعر المتقدم
ألا إن أخلاق الرجال وإن نمت * فأربعة منها تفوق على الكل
وقار بلا كبْر وصفح بلا أذى * وجود بلا من وحلم بلا ذل
حاز تواضع العظماء وخلق الفضلاء وجمع بين صرامة رجل الدولة وتواضع أهل النبل والفضل ورحل إلى بارئه طاهر اليد عف اللسان بعيدا عن مواطن الشبه وهي صفات يصعب الجمع بينها في ميدان من الدسائس والمؤامرات.
والمرءُ بالأخلاق يسمو ذكْرُه* وبها يفضل في الورى ويوقر
إني لتطربني الخلالُ كريمةً *طرب الغريب بأوبةٍ وتلاق
وَيَهُزٌني ذكر المروءةِ والندى * بين الشمائل هزة المشتاقِ
فإذا رُزِقتَ خليقةً محمودةً* فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
والناس هذا حظه مال وذا* علم وذا مكارم الأخلاق
طريقه إلى المسجد محجة بيضاء من غير رياء ولا سمعة وخلقه العالي في مكتبه وبين أهله لم يتبدل يوماً ولم يتغير
لم يميز يوما بين ذويه الأقربين أو الأبعدين الكل عنده سواء يعطي من غير منٍّ وينصح في غير أذى
يعرف له زملاؤه الكفاءة والمسؤولية ويشهدون له بالفضل والخلق والبذل والتواضع
أخٌ طاهرُ الأخلاق عذبٌ كأنه ** جَنَى الْنَحلِ ممزوجا بماءِ غمام
يزيد على الأيام فضل موده * وشدةَّ إخلاص وَرَعْيَ ذِمِامِ
من النادر أن تلقاه عبوسا أو متهجما بل غالب الأحوال أن تلقاه طلق الوجه ظاهر البشر يمشي وئيدا ويحدثك بأدب وينصت لك بوقار
كان يؤثر الحكمة ويفضل التضامن ويكره التصنع وينفر من الصراعات والخلافات
داره مفتحة الأبواب أمام القريب والبعيد والرائح والغادي من غير تكلف ولا تصنع.
من ينسى مكارمه على الكل؛ قريب ضاعت أوراقه أو ضيعه أهله وغريب نفد زاده أو أوقعه حظه العاثر بين من لا يرعون ذماما ولا جوارا فيكون المفوض عبد الله جذيلها المحكك فيخف عجلا ويأتي مسرعا لينقذ ويواسي ويعين ويعطي كم من معضلات لولاه كانت هما وغما وكم من مشكلات لولا حكمته صارت دُهما و سُحما
ترك فراغا لن يسد وعطاء لن ينفد وعملا من الخير مسبلا عاش كريما ومضى حميدا
شنشنة ورثها من آبائه ذوي المروءات والمكارم والتواضع في غير ذل و لا مهانة من كانوا يقرون الضيف ويكفون عن أعراض الناس
لن تموت ذكرى عبد الله بن محمد محمود لأنه نال من الخلق أوفر نصيب ومن الأمانة أعظم جانب وترك ذكراه عطرة بين أهله ومواطنيه لكن وعد الله حق
كما قال يزيد بن خذاق الشني..
هل للفتى من بنات الدهر من واق * أم هل له من حمام الموت من راق
ومنها وقد سار قوله مثلا
هون عليك ولا تولع بإشفاق **فإنما مالنا للوارث الباقي
فلتبكه مواطن العز لأهل سگال خصوصا وأولاد ابراهيم عموما في روابي تامشكط ولتأسف على فقده ديار أهله في العيون وبها درس وترقى ولتذكره مراكز عمله حيث حاز السبق في الكفاءة والأمانة
بلّ الله ضريح المفوض عبد الله بن محمد محمود وتقبل أعماله وجعل قبره روضة من رياض الجنة.

حماه الله السالم

إعلانات

 

إعلان