نشر موقع الأخبار نقلا عن صحيفة الأخبار ما سماه تحقيقا صحفيا تحدث فيه بإسهاب عن شخصيات وصفها بأنها تحولت بسرعة البرق من فقراء لا يملكون قوت يومهم إلى أثرياء يديرون مؤسسات مالية عملاقة بحجم تلك التي يديرها الأمير الوليد بن طلال.
وحتى لا تضيع الحقيقة بين متاهات التسييس الإخواني والحقد الشخصي على الرئيس محمد ولد عبد العزيز، فسأحاول أن أبين بعض الزيف والمغالطات التي اعتمدها موقع الأخبار البوق الالكتروني لصحيفة الأخبار فيما يحاول أن يضع عليه صبغة " التحقيق الصحفي".
- أولا:
التحقيق الصحفي يجب أن يكون مرفقا بوثائق تثبت صحته، لأنه ليس – حاشى لله وحيا منزلا- ومن صاغوا عباراته ليسو – حاشى لله- ملائكة لا يجوز بحقهم الكذب.
أما ما أورده الموقع نقلا عن الصحيفة فلا يعدو مجرد جمل إنشائية يمكن أن يصوغها طفل لم يتجاوز مرحلة الإبتدائية، لأن ما يميز التحقيق عن إشاعات المخنثين هو تقديم الدليل.
- ثانيا:
نشر موقع الأخبار من بين مغالطات أخرى أسماء "الأثرياء" الذين أوردهم على صفحته الالكترونية اسم الشاب " اعل الشيخ ولد الخوماني"، وبعد ساعة قام بتغيير الإسم إلى " اعبيدي ولد الخوماني " ثم عاد مرة ثالثة ليغيره ب " اباده ولد الخوماني" وهو ما يؤكد انعدام المصداقية لدى الموقع وعدم تأكده من الأسماء التي يحاول تشويه أصحابها.
ثالثا:
كافة المعلومات التي نشرتها الصحيفة ونقلها البوق الالكتروني غير دقيقة جملة وتفصيلا وسأورد بعضها على سبيل المثال لا الحصر.
راجيه ولد دادو ولد افيل ولد امصبوع كان يضرب الناس المثل بغنى جده "افيل" حيث كانت زكاة إبله المقدرة بعشرات الآلاف تسع عشرة أحياء في الشمال وثمانية أحياء بالجنوب وثلاثة أحياء بالشرق، ورث عنه ابنه دادو من الإبل وحدها ما يغني جميع أعضاء ومناصري حزب تواصل " المالك الرسمي لموقع الأخبار"، وبعد استقرار الأسرة في المدينة تحولت ممتلكات الرجل من المواشي إلى سيولة وقطع أرضية ومؤسسات، ورغم ذلك فكل أفراد أسرته بمن فيهم راجيه تربو تربية محظرية ويحفظون جميعهم كتاب الله عن ظهر غيب.
وإمعانا منها في الكذب وصف الموقع راجيه بالأخ الشقيق لزوج ابنة الرئيس وهي لعمري كذبة أخرى وتأكيد على عدم دقة المعلومات المنشورة، فزوج ابنة الرئيس هو محمد ولد ديدي ولد امصبوع، ومن يتحدثون عنه هو راجيه ولد دادو ولد امصبوع.
أما عن علاقته بالميناء فالميناء مفتوح وكذبة علاقة راجيه ولد امصبوع به أوضح من الشمس في دلج النهار، فالشاب لا يلج بوابة الميناء إلا حين يتعلق الأمر بسيارة أو اثنتين يستجلبهما من الخارج بغية بيعهما كما هو ديدين الكثير من شباب موريتانيا بغض النظر عن قبائلهم وعلاقاتهم بالنظام القائم.
- اباده ولد أحمد فال ولد الخوماني، شاب من مواليد الثمانينات، لا علاقة تربطه بالثراء سوى سيارة لا يزال يدفع أقساطها لمالكها، لا يدير أي مؤسسة أيا كان نوعها أو اسمها، وأتحدى صانعي الأكاذيب أن يثبتوا عكس ذلك
- سيدي محمد ولد ابوه شاب طموح بدأ منذ نعومة أظافره بإبرام الصفقات مع رجال الأعمال، ولج التجارة من باب الثقة والعلاقات العامة قبل رئاسة محمد ولد عبد العزيز للدولة، وكانت هي رأس ماله، وتدرج في إدارة الأعمال بذكاء وحرفية حتى بات البعض يلقبه ب " رجل الأعمال الفقير"، هذه الثقة منحته الكثير من المميزات لتجعل منه رقما صعبا في معادلة إدارة الأعمال بموريتانيا.
- محمد الأمين ولد الببات شخصية جدلية منذ نعومة الأظافر، يعرفه الجميع ب " صانع المال" ، بلغ درجة من الحنكة والذكاء خولت له أن يتربع على قلوب المستثمرين عبر علاقته بغالبية رجال أعمال الخليج العربي والبريطاني " اميل جاك" الذي مول للرجل الكثير من المشاريع في موريتانيا، أما علاقته بالرئيس محمد ولد عبد العزيز فهي علاقة قربى ورحم.
لن أطيل فهذه الحقائق كفيلة بنسف أكذوبة صحيفة الأخبار وبوقها الالكتروني موقع الأخبار.
وسأتساءل لماذا لم يحقق موقع الأخبار في أسباب الثراء السريع لشخصيات كانت مقربة من ولد الطايع أيام حكمه وأخرى كانت مقربة من سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، ألم يكن حينها موقع الأخبار موجودا!!؟.. أم أن سنوات ولد الطايع وولد الشيخ عبد الله كانت مزكاة ولم يحدث فيها فساد!!؟... لماذا كل هذا التحامل على قبيلة بعينها دون تقديم أدنى قرينة فما بالك بدليل!!؟...
أم أن السياسة الإخوانية هذه الأيام تنبني على تزييف الحقائق وتشويه الأفاضل...
شاهت وقبحت من سياسة...
وأخيرا لماذا لم يحقق موقع الأخبار وصحيفته في مصادر ثراء شرطي الإمارات النائب الحالي محمد غلام ولد الحاج الشيخ الذي تحول بقدرة قادر من مؤجر لبيت في تيارت إلى مالك قصر على طريق صكوك..
ولماذا لم يفتح موقع الأخبار تحقيقا في مآل الأموال القطرية والتركية والسودانية وزكاة رجال أعمال الخليج العربي، وتمويلات المساجد والمحاظر..
أم أن الأمر محرج إلى حد كبير!!؟
بادو ولد محمد فال امصبوع
نقلا عن موقع الصباح