استنكر مجلس الفتوى والمظالم في موريتانيا وجود أحذية كتب على باطنها مما يلي الأرض لفظ الجلالة: (الله).
وأعلن المجلس في بيان وزعه اليوم " للجميع حرمة هذا الفعل وشناعته" معتبرا أن ذلك "ربما يؤدي بصاحبه إلى الكفر، إذا قصد امتهان هذا اللفظ المقدس".
وقال إن الحرمة تتعلق هنا بالصانع والبائع والمشتري والمستغل.
وجاء في نص البيان ما يلي:
قال تعالى: (هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
الحمد لله الذي خلق الإنسان فسواه فعدله في أي صورة ما شاء ركبه؛ القائل سبحانه: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة)، والقائل سبحانه: (وَلَا يُحْزِنكَ الذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَّضُرُّوا اللهَ شَيْئًا....)
والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار".
أما بعد فإن قوام هذا الدين وأساسه النصيحة كما في الحديث الصحيح: "الدين النصيحة..."، والنصيحة لله تعالى تنصرف إلى الإيمان به ونفي الشريك عنه وترك الإلحاد في أسمائه وصفاته ووصفه تعالى بصفات الكمال وتنزيهه عن جميع النقائص والقيام بطاعته واجتناب معصيته والحب فيه والبغض فيه وموالاة من أطاعه ومعاداة من عصاه والإخلاص له تعالى في جميع الأمور.
وقد قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للِنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ)، وقال تعالى: (لُعِنَ الذّينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرِ فَعَلُوهُ لَبِيسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)، وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه".
وانطلاقا من هذا كله فإننا نستنكر ما بلغنا ممن نثق به أن في سوق انواكشوط أحذية كتب على باطنها مما يلي الأرض لفظ الجلالة: (الله)، ومعروف ما تتعرض له الأحذية عموما من الامتهان والأقذار والنجاسات، ولاسيما باطنها الذي يلي الأرض، وعليه فإننا نعلن للجميع حرمة هذا الفعل وشناعته، وربما يؤدي بصاحبه إلى الكفر، إذا قصد امتهان هذا اللفظ المقدس
وتتعلق الحرمة هنا بالصانع والبائع والمشتري والمستغل ولا يجوز استغلال هذه الأحذية إلا إذا قطع منها ذلك المحل المكتوب فيه لفظ الجلالة، بحيث لم يبق منه حرف، ومثل الأحذية في هذا الحكم الملابس كالملاحف وغيرها لأنها تمتهن، فتلبس ويضطجع عليها وتلاقي النجاسات وأنواع القاذورات.
فاتقوا الله عباد الله، واحذروا عقوبته وانتقامه، واخشوا تهديده ووعيده: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)
( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
انواكشوط بتاريخ: 23/07/2015
المجلس