قرأت بتمعن مانسب للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز والذي كتب فيه تقييما لمسيرة علاقة طويلة جمعته بالرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، وقد لفت انتباهي عدة نقاط أهمها :عدم تطرقه لأبرز محطة في علاقة الرجلين وهي "اعمارة اطويلة"والتي مثل فيها غزواني نموذجا فريدا للوفاء بالعهد وحفظ غيبة الصديق رغم مامورس عليه حينها من ضغوطات للتخلي عن صديقه وهو بين الحياة والموت في مستشفيات "باريس" النقطة الثانية التي استوفقتني في الحديث المنسوب للرئيس السابق ذكر فيها أن صعوبات كثيرة واجهته في سبيل تمرير قرار ترشيح غزواني للرئاسة !الأمر الذي لا أساس له من الصحة فغزواني لقي ترشيحه ترحيبا غير مسبوق من كافة الطيف السياسي نظرا لثقل موازين الرجل السياسية والأخلاقية والعسكرية..الأمر الذي دفع غالبية الشعب الموريتاني للاحتفاء بترشحه وكنت من بينهم إذ لم أدعم أخلص أصدقائي الأخ سيد محمد ولد بوبكر ودعمت الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بقناعة تامة..،كان الأولى بعزيز أن يذكر الحقائق مجردة أو يصمت كما يليق برجل تطارده تهم فساد لو ثبتت فستكون ماحقة لماضي الرجل ومستقبله وحاضره..، وتبقى النقطة الأكثر استفزازا في حديث الرجل قوله بأن غزواني تنكر له!! الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن مفهوم "التنكر"في قاموس عزيز؟ هل يعتبر أن كفة الصديق ترجح كفة الوطن؟! يبدو أن الرئيس السابق غير ملم بفلسفة الحكم ومايمليه الواجب الشرعي والمسؤولية الأخلاقية..من ضرورة الفصل بين العلاقات الشخصية والمصلحة العامة والتى من واجب الرئيس أن لو تعارضت المصلحتان لقدمت مصلحة الشعب وخيار الشعب.. ولا يعتبر ذلك من التنكر بل من ضرورات الواجب الشر عي والأخلاقي.. وشجاعة عظيمة حقيق على مثل غزواني أن يقوم بها على أكمل وجه. كتبه :النائب السابق لمقاطعة باركيول بباي ولد عمار