شهدت الساحة السياسية للبلاد جملة من التغيرات، شابتها بعض الاضطرابات فى أحيان كثيرة، و لم تسلم أي حقبة من مآخذ وملاحظات، تتفاوت الأفهام فى تصورها، و الأقلام فى تصويرها، ويختلف ولاة الأمر فى التعامل معها، وكلما جاءت أمة لعنت أختها، و وعدت بتغيير نهجها، واشراك جميع الكفاءات فى تسيير أمورها، مالم تر فسادا بواحا.
بيد أن بعض قاطني أكبر جزء من هذا المنكب البرزخي -المتبوئين فيه أولى الرتب من حيث الكثافة العددية، بل يرى البعض احتلالهم المرتبة الثانية وطنيا، والذين أسسوا دولة هي الأولى من حيث التنظيم المركزي بالمنطقة، ويعتزون بأنهم اهدووا هذا البلد الحبيب عاصمة جميلة مطلة على محيط كانوا يعتبرونه مصدر عيش لهم- يشعرون بكثير من الاطهاد و التهميش، قصر الفهم عن إدراك كنهه.
فهب -يا سيادة الرئيس وأمير المؤمنين- أن أبانا كان حجرا ملقى في اليم أوليست الأم تجمعنا؟
أولسنا موريتانيين؟
أوليس من بيننا أطر بارزون فى شتى المجالات الاقتصادية والمالية والتربوية و الأكاديمية، وغيرها من المجالات فى البلاد.
عجبا لهذا الأمر العجاب!!
أمن العدل بين الأبناء أن تُهمش بعضهم؟
أمن الحكامة الرشيدة أن تستبعد قوما جرمهم أنهم استبشروا خيرا بمقدمكم، بعد سنين عجاف من التهميش والابعاد والإذلال؟ رغم المسوغات الوهمية لذلك حينها، حيث اعتمد ربان السفينة الماضية على النبش فى سلبي التاريخ.
لا ليس من العدل ولا من الحكامة، والذي خلق فسوى، وقدر فهدى! ولن نقبله منكمٌ أبدا. فالمرحلة تختلف والرجال معادن، وأنتم معدن الخير واليمن والبركات.
سيادة الرئيس نحن قوم إذا عزمنا توكلنا، وإذا ظلمنا صبرنا، لكنا إذا فضنا غمرنا، ولنا رب يحمينا فالله الله فينا.
أُمرتٓ أن تنزل الناس منازلهم، فهلا انزلتنا منازلنا فى التصدى والريادة!
فطاحلة العلماء نحن وأجلاء المفكرين منا وخيرة الدكاترة المدرسين والإداريين والماليين وجمهور من الدكاترة والقضاة ونخبة المهندسين البارعين أنجبنا
أليس فينا رجل رشيد؟ و آخر أمين؟ بلى بل لنا رجال رشداء وحكماء أمناء، لاتراهم يفتخرون بالجدود وسالف العهود، إلا للتذكير عند تجاوز الحدود.
السيد الرئيس سنة كاملة(فاصلة بعد السنين العجاف) من العمل الدؤوب والرزانة والحكمة والانصاف -إلا لنا- فهلا أكملتم المنشود، وبلغتم المقصود، وحققتم المقصور والممدود؟
سيدى الرئيس نحن:
قوم إذا ذكر القبيح تأخروا ...عنه وإن ذكر الجميل تقدموا.
فهل عرفتم سيادة الرئيس من نحن؟
والسلام عليكٌمٌ
د سيد محمد ولد سيدي