حزب تواصل: انفجار من الداخل، أم إرهاصات لمرحلة جديدة ؟

رسالة الخطأ

  • Notice: Undefined offset: 5 in user_node_load() (line 3724 of /home/alarabymr/public_html/modules/user/user.module).
  • Notice: Trying to get property 'name' of non-object in user_node_load() (line 3724 of /home/alarabymr/public_html/modules/user/user.module).
  • Notice: Undefined offset: 5 in user_node_load() (line 3725 of /home/alarabymr/public_html/modules/user/user.module).
  • Notice: Trying to get property 'picture' of non-object in user_node_load() (line 3725 of /home/alarabymr/public_html/modules/user/user.module).
  • Notice: Undefined offset: 5 in user_node_load() (line 3726 of /home/alarabymr/public_html/modules/user/user.module).
  • Notice: Trying to get property 'data' of non-object in user_node_load() (line 3726 of /home/alarabymr/public_html/modules/user/user.module).
اثنين, 04/10/2017 - 11:30

منذ تأسيسه قبل سنوات، بعد نضال طويل، ظل حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" عصيا على محاولات التفكيك، والتقزيم، وبدلا من ذلك انتشر الحزب، وزاد تدريجيا من حضوره الشعبي، وعلى مستوى المؤسسات الانتخابية (البرلمان، والبلديات) لكن الأشهر الأخيرة حملت مؤشرات قوية على تصدع حقيقي، ومشاكل داخلية يعيشها الحزب، رغم إنكار قياداته لذلك، وإصرارهم على القول إن حزب تواصل فكر عقائدي، ومشروع صلب، وأن الداخلين إليه أكثر بكثير من المنسحبين منه، لكن قيادة الحزب تبدو هذه الأيام في حرج شديد بعد انسحاب نائب رئيس الحزب محمد غلام ولد الحاج الشيخ من منصبه القيادي.

 ويبدو هذا الانسحاب مختلفا هذه المرة، وبالغ الأثر على حزب تواصل، وذلك لعدة اعتبارات من بينها: أهمية منصب محمد غلام، وكونه أرفع مسؤول من حزب تواصل ينسحب من منصبه، ثانيا السبب الذي جعل محمد غلام ينسحب –على الأقل حسب رأيه هو- سبب خطير، وهو التطبيع مع إسرائيل، وعندما يتهم نائب رئيس حزب تواصل حزبه بدعم إسرائيل، وينسحب احتجاجا على ذلك، فالحرج يكون مضاعفا، والضرر مزدوجا، والموقف صعبا، كما أن هذه الهزة تأتي قبل أشهر من مؤتمر حاسم للحزب سيترك من خلاله رئيسه المؤسس محمد جميل منصور رئاسته، وقد بدأ بالفعل جدل، وعراك داخل الحزب على تركة جميل منصور، وقد يكون انسحاب محمد غلام هذا خطوة في حملته لخلافة رئيسه، خاصة وأنه أكد بقاءه في الحزب مدى الحياة، وحاول مغازلة مشاعر "التواصليين" بهذا الانسحاب الي يريد أن يبدو من خلاله بطلا يضحي بمنصبه وفاء لقناعته، ومبادئه، وكلها أمور قد تفيد في حملة رئاسة الحزب، كما أن انسحاب محمد غلام أحرج حزبه وهو الذي تولى رئاسة منتدى المعارضة قبل أيام.

تعامل الحزب مع هذه التطورات اتسم ببعض التخبط، والارتباك، ففي البداية قلل رئيس الحزب من أهمية استقالة نائبه، مؤكدا أنها ليست نهائية ولم يتم قبولها إداريا، لكن محمد غلام رد على رئيسه بالتأكيد أن استقالته "لا رجعة فيها" وأن يخرج السجال بين الرجلين إلى الإعلام بهذه الطريقة، فذاك وحده مؤشر بالغ السلبية، خاصة وأن حزب تواصل معروف باحتواء مشاكله، وتضامن أعضائه، والتزامهم الحزبي، الذي يصل أحيانا حد تقديس القائد، والتراشق الإعلامي، والتكذيب المتبادل على المكشوف ظاهرة لم يعهد "تواصل" لها مثيلا منذ تأسيسه، خاصة بين الرجل الأول، والثاني في قيادته.

لقد بات من شبه المؤكد أن هناك جمرا تحت الرماد في حزب تواصل، وبعكس ما تؤكد أوساط الحزب فإنه لا يعيش عصره الذهبي، وسيكون الحزب مقبلا على تحديين اثنين قد يعصفان بكيانه: الأول الموقف من التطورات السياسية الحالية: (الاستفتاء الشعبي، التصويت على الدستور، المشاركة في أي انتخابات مبكرة) وهناك انقسام بين صفوف الحزب بشأن الموقف المناسب من هذه التطورات، وهو انقسام متجذر، والتحدي الثاني هو انتخاب رئيس جديد للحزب نهاية العام الجاري، وسط تنافس جهوي، وفئوي، وطبقي بين صفوف الحزب للفوز بمنصب رئيسه.

 كلها تحديات تجعل مستقبل هذا الحزب على المحك، ورغم قدرة الحزب على تسيير شؤونه بقدر كبير من الالتزام الحزبي، إلا أن خلافات الحزب بدت تطفو على السطح، فهل سينجح في وضع حد للنزيف الداخلي، وترويض الجميع، أم أن مصير "تواصل" لن يكون أفضل حالا من تجارب حزبية أخرى في هذا البلد انتهى بها المطاف إلى تشرذم، واضمحلال؟؟.

إعلانات

 

إعلان