رجاء لا تخذلو الرئيس غزواني .. دعوه يمر بنا إلى دولة المؤسسات

ثلاثاء, 12/22/2020 - 21:27

صدق الامام الشافعي حين قال:

البَحْرُ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفُ الفَلا ..

وَالدُّرّ مَطْمُوْرٌ بِأَسْفَلِ رَمْلِهِ ،

وَاعْجَبْ لِعُصْفُوْرٍ يُزَاحِمُ بَاشِقًا

إلاّ لِطَيْشَتِهِ .. وَخِفّةِ، عَقْلِهِ !

إِيّاكَ تَجْنِي سُكَّرًا مِنْ حَنْظَلٍ

فَالشَّيْءُ يَرْجِعُ بِالمَذَاقِ لأَصْلِهِ

فِي الجَوِّ مَكْتُوْبٌٌ عَلَى صُحُفِ الهَوَى

مَنْ يَعْمَلِ المَعْرُوْفَ يُجْزَ بِمِثْلِهِ

في خضم الأحداث وفي سنة لا كالسنوات ، يشيء القدر أن يتقلد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الحكم في بلد مثقل بالديون تتعاوره البطالة والفقر والفساد ، تنضاف إليها الجائحة المسمات كورونا والتي أرهقت العالم بأسره .

في وضع قاتم كالذي ذكرنا انبرى فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وزيادة على تعهداته التي سطرها في برنامجه الانتخابي ، وتعكف الحكومة على تجسيدها ، وجه خطابا للأمة أعلن من خلاله تكفل الدولة بالكهرباء عن الضعفاء وبتكاليف الماء في الوسط الريفي ، و بمد يد العون لضعفاء المجتمع والمغبونين ، وقدمت الدولة معونات لمآت الآلاف من الأسر الهشة في الأرياف كما في المدن ، وساعد المرضى ، وتكفلت رئاسة الجمهورية في عهده بتكاليف نقل وعلاج عدد لا بأس به من قامات الوطن .

ليس هذا فحسب بل سن فخامته سنة حسنة في المجال السياسي ، فلم يغمط رئيسا سابقا حقه ، بل رد الاعتبار لهم ، واستقبلهم ووجه لهم الدعوات لحضور الاحتفالات بالمناسبات الوطنية الكبيرة ، كما التقى بقادة مختلف مكونات الطيف السياسي الوطني سواء في المولاة أوالمعارضة ، وأضفى المسحة الأخلاقية على الفعل السياسي الوطني بخلقه الرفيع وحديثه الفصيحح الواصل لشغاف المواطنين دون حاجز ولاحملات للشرح ، ودون تنقيص للآخر أو التعالي عليه بمنطق القوة والسيطرة ، بل خط لنفسه وتمثل قول الشاعر :

الرِّفقُ ممن سيلقَى اليمنَ صاحبُه **** والخُرقُ منه يكونُ العنفُ والزللُ

خيرُ البريَّةِ قولًا خيرُهم عملًا **** لا يصلحُ القولُ حتى يصلحَ العملُ

يحسب للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني حنكته ومعرفته بالشأن العام الوطني بشقيه المدني والعسكري ، فهو الذي عكف على إنشاء الجيش خلال السنوات الماضية حتى قويت شوكته واستوى على سوقه ، وأصبح قوة يحسب لها في المنطقة ويشارك في عدد من المهام الدولية لحفظ السلام ، ويسعى حثيثا منذ تسلم الحكم بالبلاد إلى إرساء دولة العدل والقانون والمؤسسات ، التي تحترم مواطنيها وتنافح من أجلهم وتساوي بينهم في الحقوق والواجبات ، دون غبن أو تهميش أو تراتبية مقية ، وجسد ذلك في احترام السلطات وعدم التدخل في مساراتها وفي سن القوانين وتنظيم الهيئات وليست لجنة التحقيق البرلمانية وإعادة هيكلة رئاسة الجمهورية منا ببعيد .

سعي يصطدم بين الفينة والأخرى بما يختلقه بعض الخصوم ممن لا يرضون بالسير قدما في الإصلاح ، يسعون لعرقلة المسير ويتحججون بأقاويل واهية وغالب حديثهم قدح وذم وسوء أدب ، لا يقدم بل يؤخر ، ولا يستقيم بل هو نسج خيال ورجم بالغيب ، هدفهم شغل العامة والتشويش على المنجزات ، في ظرف عصيب كالذي نحن فيه ، وبدل التؤازر وتقوية اللحمة الوطنية وإعلاء مصلحة الوطن في ظل جائحة كورونا وما تخلفه من خسائر بشرية وتداعياتها المالية الخطيرة يحاولون ركوب موج متعثر لن يصلو من خلاله إلا على أوهام ونبذ لهم من مجتمع يقول بلسان حاله ومقاله : رجاء لا تخذلو الرئيس غزواني .. دعوه يمر بنا إلى دولة المؤسسات...

الأمير ولد صيبوط

إعلانات

 

إعلان