الوزير الأول المهندس محمد سالم ولد البشير يشرف على افتتاح أعمال المؤتمر العلمي السادس

أربعاء, 03/20/2019 - 14:12

أشرف الوزير الأول محمد سالم ولد البشير على افتتاح أعمال المؤتمر العلمي السادس المنظم تحت رعاية الرئيس محمد ولد عبد العزيز، حيث تنظم نسخة العام الحالي من المؤتمر تحت شعار: الأمة الاسلامية في مواجهة تيارات التطرف وخطاب الكراهية.

ويتناول هذا اللقاء الفكري عدة محاور من قبيل وحدة الامة الاسلامية في مواجهة التطرف والاسلام وقيم التسامح والمؤسسات الحاضنة للإسلام ودورها في تحصين المجتمع من التطرف وخطاب الكراهية وآثاره السلبية على الامة.

وأكد الوزير الاول السيد محمد سالم ولد بشير في خطاب له خلال افتتاحه لأشغال المؤتمر، ان اختيار موضوع هذا الملتقى المبارك نابع من إدراك عميق لدقة اللحظة التاريخية التي تمر بها أمتنا الإسلامية اليوم، وما يكتنفها من مخاطر تهدد وحدتنا بشكل غير مسبوق، وتزعزع الثقة في أهليتنا لمواصلة النهوض بالدور الريادي في ترسيخ قيم الإسلام الناصعة وفي بناء وتطوير الحضارة الإنسانية.

وأضاف ان تنظيمه في نواكشوط ، بمشاركة كوكبة من رجال الثقافة والفكر يشكل مساهمة جادة من بلادنا في استنهاض نخبنا السياسية والثقافية لبلورة ومواكبة الخطط والاستراتيجيات الكفيلة بمواجهة تيارات التطرف والكراهية المقيتة.

وفي ما يلي نص الخطاب:

"بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين

السادة الوزراء،

السيد رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة،

السيد الامين الدائم لمجموعة الخمس بالساحل،

أصحاب السعادة السفراء،

السادة الأئمة والشيوخ الأفاضل،

ضيوفنا الكرام

أيها السادة والسيدات

إنه لمن بواعث السعادة بالنسبة لي، أن أشرف اليوم على افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الذي ينعقد تحت عنوان "الوحدة الإسلامية في مواجهة تيارات التطرف وخطاب الكراهية".

واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أرحب بضيوف موريتانيا الكرام من علماء ومفكرين ومشاركين متمنيا لهم مقاما طيبا سعيدا بين ظهرانينا.

أيها السادة والسيدات

إن اختيار موضوع هذا الملتقى المبارك نابع من إدراك عميق لدقة اللحظة التاريخية التي تمر بها أمتنا الإسلامية اليوم، وما يكتنفها من مخاطر تهدد وحدتنا بشكل غير مسبوق، وتزعزع الثقة في أهليتنا لمواصلة النهوض بالدور الريادي في ترسيخ قيم الإسلام الناصعة وفي بناء وتطوير الحضارة الإنسانية.

وتتجلى أهم هذه المخاطر في خطابات وممارسات التطرف والكراهية التي تجتاح مجتمعاتنا بوتيرة مخيفة، مهددة أمن واستقرار شعوبنا، ومستنزفة طاقات وموارد بلداننا في صراعات وفتن هدامة تعيق تحقيق أهداف تنميتنا المستدامة الشاملة.

أيها السادة والسيدات،

يشكل تنظيم هذا المؤتمر في نواكشوط، بمشاركة كوكبة من رجال الثقافة والفكر، مساهمة جادة من بلادنا في استنهاض نخبنا السياسية والثقافية لبلورة ومواكبة الخطط والاستراتيجيات الكفيلة بمواجهة تيارات التطرف والكراهية المقيتة.

وهو يتنزل في إطار الاستراتيجية الوطنية الرائدة التي تبنتها بلادنا لمواجهة التطرف العنيف، آخذة بعين الاعتبار مختلف الأبعاد الأمنية والقضائية، والسياسية والثقافية والدينية والإعلامية.

ويترجم، من خلال كل ذلك، وبشكل جلي، حرص بلادنا، تحت القيادة النيرة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، على بذل كل الجهود الممكنة لرص صفوف المسلمين وجمعهم على كلمة سواء، ليواصلوا تأدية رسالة الإسلام السامية القائمة على التسامح والمحبة والمجادلة بالتي هي أحسن، والتي تؤسس لسيادة مجتمع العدل والمساواة والأمن والسلام.

أيها السادة والسيدات

لا يخامرنى أدنى شك في أنكم ستصلون، بفضل الله وبما قيضه لكم من كفاءة عالية، إلى ما ننتظره منكم من نتائج طيبة تعين على تشخيص الأوضاع القائمة، وتقديم الحلول المناسبة لها.

وفي الأخير أعلن، على بركة الله، افتتاح المؤتمر العلمي الدولي حول الوحدة الإسلامية في مواجهة تيارات التطرف وخطاب الكراهية، متمنيا لأعماله النجاح والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".

وأكد وزير الشؤون الاسلامية والتعليم الاصلي السيد أحمد ولد أهل داود في كلمة بالمناسبة ان هذا اللقاء ينعقد تحت عنوان وحدة الامة الاسلامية في مواجهة تيارات التطرف وخطاب الكراهية في ظرف انتشرت فيه تيارات الانحراف الفكري والتشدد المذهبي والتعصب العقائدي وعلت اصوات تسعى الى اثارة الكراهية بين مكونات الامة مستهدفة بخطاباتها فئة الشباب ومستغلة وسائط تكنولوجية حديثة بثت خلالها خطابا وسمه تشدد في الطرح وتعصب للرأي ومغالاة في التأويل مما نتج عنه انحراف في الفهم وفساد في الاعتقاد وتمرد على قيم المجتمع وبوابته.

وقال ان بلادنا قطعت خطوات معتبرة للتصدي لخطاب الكراهية والتطرف وذلك بفضل السياسة الرشيدة والرؤية المستنيرة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي وضع مقاربة امنية رائدة ادخلت البلاد في امن واستقرار وهدوء وسكينة، مقاربة فكرية منفتحة على الجميع عبر مد اشرعة الحوار واقامة ندوات علمية وملتقيات فكرية تسعى الى تعميق الوعي الديني وتعزيز مفاهيم الوسطية ونشر قيم التسامح والمحبة والاخاء.

واضاف ان استحداث يوم للوحدة الوطنية وتنظيم مسيرة لنبذ خطاب الكراهية بمشاركة رئيس الجمهورية الى جانب آلاف المواطنين وكذا اعداد ترسانة قانونية تجرم خطاب الكراهية وخطوات مهمة تسعى الى تقوية اللحمة الوطنية ودعم التماسك الاجتماعي .

وأكد على ان الامة اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى الى توحيد الجهود ووحدة الكلمة ورص الصف والتماسك بين مختلف مكوناتها لمواجهة الاخطار المحدقة بها ،منبها الى ان المسؤولية في هذا المجال تقع بالدرجة الاولى على العلماء والائمة والمفكرين واصحاب الرأي لتنوير العقول وصقل الافهام وتوعية المجتمع بخطورة الفرقة.

ومن جانبه عبر الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة عن سروره بالمشاركة في هذا اللقاء العلمي الهام مستعرضا باسهاب مفهوم الوحدة الاسلامية واهميتها مشيرا في هذا الصدد الى انها لا تزال محل اشواق لدى البعض ومحل اشفاق لدى البعض الآخر.

وتعرض من خلال رسائل سريعة الى تعريف الوحدة واهميتها، والوحدة بين المثالية والواقع، والتطرف وتعريفه، وضرورة الوحدة الفكرية في مواجهة التطرف، واخيرا الوحدة في سياق العولمة او ما سماه "مقاربة أولي بقية".

وبدوره ثمن السيد عبد الله بن محمد الصالح وكيل وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية ،في كلمة باسم الوزير اختيار هذا الموضوع في هذا التوقيت بالذات الذي تعصف فيه رياح العنف والكراهية بالمجتمعات مشيرا الى ان هذه الظاهرة لا تهدد الامن المجتمعي والعلاقات الانسانية بقدر ما تهدد الامن والسلم الدولي .

وأضاف ان الخطر يزداد اذا ما تحول العنف من مرحلة الفكر الى مرحلة التنفيذ والتهديد المباشر واستخدام الدين ذريعة للتطرف والارهاب كما هو الحال اليوم، مؤكدا على ضرورة التصدي لهذا الخطاب وتقديم شريعة الاسلام برحمتها وسماحتها للعالم .

وقال إن القرارات وحدها لا تكفي لمعالجة ظاهرة التطرف وانما يتطلب الامر ايجاد ابحاث علمية ونظرية تحرم مصطلح العنف والارهاب وتعالج ابعادهما عبر خطط بعيدة المدى يتعاون الجميع على تنفيذها وفي مقدمتها تجفيف المنابع الفكرية لظاهرة العنف والارهاب.

وبدوره دعا الامين الدائم لمجموعة الخمس بالساحل السيد ماما صانبو سديكو الى الوقوف في وجه انتشار التطرف والعنف بواسطة تعميق مفاهيم القيم الانسانية في الاسلام والعمل على حماية المفاهيم الاسلامية الحقيقية للقضاء على هذه الظاهرة .

وعدد الانجازات التي نفذتها الامانة الدائمة لمجموعة الخمس بالساحل بالتعاون مع السلطات العمومية ببلدانها وفي مقدمتها اعداد وثيقة لمحاربة التطرف في الدول الخمس وجمع مجموعة من المصطلحات حول التطرف ووضعها تحت تصرف الصحافة وتنظيم عدد من الحملات التحسيسية واطلاق مشاورات مع العلماء والقادة الدينيين لتصحيح المفاهيم الدينية المتعلقة بظاهرة العنف والتطرف.

وجرت الانطلاقة بحضور عدد من اعضاء الحكومة واعضاء السلك الدبلوماسي ووالي نواكشوط الغربية وحاكم تفرغ زينة وعمدتها وشخصيات علمية وفكرية.

إعلانات

 

إعلان