نقاش غوغائي / داوود ولد احمد عيشه

أحد, 01/27/2019 - 16:36

لست فقيها ولم أولد في بيت علم،ولم يكتب لي العيش في زاوية صوفية،ولا اقدس المشائخ،وليس لدي إيمان بالتمائم والتعويذات.
قرأت للجنيد،وأستاذه السقطي،قرأت سعيد الخراز،وابوبكر الشبلي،وبشر الحافي،كما قرأت للحلاج،والجيلاني امام القادرية،ولكنني لست شيخا ولا متصوفا.
قرأت لسقراط،وأفلاطون،وديكارت،وماركوس،وسارتر، واعرف في قرارة نفسي انني لست فيلسوفا ولا أعد من الحكماء.
قرأت فتوي علامة عصره الشيخ اباه ولد عبدالله المتعلقة بحكم الاختلاط في المؤسسات التعليمية والتي لا يمكنني الحكم عليها في الظروف العادية من الناحية الفقهية،ولكن ظروف مجتمعنا اليوم فرضت علي ان أساهم في الغوغاء الفكرية والدينية التي صاحبت الفتوى على وسائل التواصل الاجتماعي،والتي صار بموجبها كل من قرء كتاب (الشامل)يتهجم على قامة علمية بمقام الشيخ اباه الذي يكفيه علما وتبحرا انه ولد في بيت اهل احمدبيبه،وأنه نال ما نال وأنه (اباه)علما،(قليل من هم مثله من العلماء)لم يصفق لنظام ولم يضغط على ناخب ولم يتكلم في وسيلة إعلامية،وانشغل بتربية القلوب وابتعد عن الفتن والإرجاف .
على الذين ينتقدون الفتوى ان يعرفوا الفرق بين الفتوى العامة التي يفتي بها العالم وتلزم كل من سمعها الا في حالة نقضها من عالم آخر،والفتوى الخاصة التي يفتي بها سائل عن وضعية خاصة وفي ظرفية خاصة،وهي في نظري فتوى العلامة.
وهنا لابد ان أبين ان مجتمعنا في طريق الانحطاط والتفسخ والشواهد قائمة على وسائل التواصل مما يعضد الفتوى في نظري،بإمكاننا ان نعلم بناتنا دون ان نجرفهم الى الانحطاط ودون ان نخالف قواعد الشرع في الاختلاط المباح والممنوع،بإمكاننا ان ننفتح على الآخر دون ان نذوب فيه،بإمكاننا ان نتقدم ونبث خطاب التنوير في مجتمعنا دون ان نكون ملحدين،بإمكاننا تجديد الخطاب الديني ولكن بالعلماء وموافقاتهم وليس بالمتكلمين وآرائهم.
وفي الأخير أقول لكل المتهجمين ان الشمس لا يحجبها غربال وان مابثه الشيخ اباه من العلم في قلوب الرجال والنساء وما قدم من خدمة لدين الله لا تسعه مدرسة نظامية ولا جامعة ولا حتي حسابات التواصل التي تنتقده ولن يقف ضد التعلم ،ولكن بضوابط شرعية واجتماعية تحافظ على الدين والأخلاق .
داوود ولد احمد عيشه
رئيس حزب نداء الوطن
.

إعلانات

 

إعلان