رؤساء الهيئات الحزبية المعلبين وسرطان التهميش أو التغييب / اندحمودي خطاري

اثنين, 07/23/2018 - 22:06

في بداية أي عملية تأسيس أو تجديد لقوائم المنخرطين أو المنتسبين للحزب يشتعل لهيب الحماس المغذى بروح النضال والتنافس لإحراز مقاعد تمثيل المنتسبين عبر تشكيلة تضم مكتب ورئيسه عبارة عن جسم ديمقراطي متكامل غالبا ما تجتمع فيه مكونات الطيف السياسي داخل الحيّز الجغرافي تحت يافطة ما يسمى بالهيئات الحزبية سواء كانت قطاعات أو فروع أو أقسام على مستوى البلدية أو المقاطعة أو فدراليات على مستوى الولاية.
وسرعان ما يبدأ الرئيس بأول اجتماع يُظهِر فيه قوة الشخصية وعدم الانحياز والتعالي على الخلافات الداخلية، ولكن هيهات فسرعان ما يصطدم الحلم بجدار الواقع، وهو النفوذ الطائفي وحب التملك، ويبدأ التحدي ومصارعة سرطان التغييب أو التهميش.
وفِي أغلب الحالات يصارع الرئيس من أجل الحفاظ على تماسك جسم الهيئة الحزبية المتجسد في المكتب والرئيس معاً، وتمر الأيام و يعجز الرئيس عن صد الخطر عن هيئته، وبدل أن يعترف بصعوبة الوضع والاستمرارية في النضال الشهم ومناصرة الحق يفضّل مبدأ نفسي، نفسي، نفسي ويقلب الطاولة على مكتبه، ويبدأ زرع القلاقل والفتن بينهم تارة، وتارة أخرى تغييب بعضهم، أو محاولة تهميشه وإخراجه من مشهد التفرج على رئيسه المنهار ومؤازرته لنفسه أحيانا بقرارات عرجاء ومثيرة للسخرية وليس له حق البت فيها، وذلك لمحاولة تأكيده لمقولة أنا الرئيس غير آبه بنظرة الجميع إليه، وأولهم من علبوه، وهي أنه لا يعدو كونه جسد مبتور الأطراف، عاجز عن فعل أي شيء، لأن المرض تفشى في كامل الجسد، وبقي رئيس الهيئة حبرٌ على ورق، وروح بلا جسد.
وتنتهي المأمورية بعامل الوقت والسنين وتبدأ مرحلة جديدة من تجديد الهيئات ويأتي ما يسمى الرئيس القديم على كرسي متحرك يدفع به أحد الخيرين لحضور المشهد الجديد ولسان حاله يقول:
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً *** كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً *** فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ

يتواصل...!

إعلانات

 

إعلان