الانسان عندما يتخذ قرارا أو يتصرف تصرفا وهو في حالة الغضب , فإن قراراته وتصرفاته حتما ستكون خاطئة ونتائجها وخيمة , تماما كما حدث في هذه القصة المؤلمة الحزينة.
تقول هذه القصة التي ننشرها بهدف أخذ العظة والعبرة منها أنه بينما كان أبٌ يقوم بغسيل وتلميع سيارته الجديدة التي لم يمضِ على شرائها الا أيامٌ قليلة وهي متوقفة أمام منزل الأسرة في إحدى الضواحي الراقية في المدينة
.. واذا بابنه الصغير ذي الخمس سنوات , والذي كان الأب يحبه حبا شديدا وكان هو أيضا متعلقا بوالده , إذا بالابن يلتقط مسمارا من الارض ويقوم بعمل خدوش وجروح قوية على جانب السيارة الجديدة الفارهة.
وفي ثورة غضب عارمة , ودون أن يفكر في عواقب فعلته اذا بالاب يأخذ بيد ولده الصغير ويضربه عليها عدة مرات بدون ان يشعر انه كان يستخدم مفكا حديديا كبيرا (تورنفيس) .
تألم الطفل كثيرا وبكت أمه بحرقة , وفي المستشفى , وبعدما تمَّ بترُ اصابع يده لأنها كسرت بسبب الضرب الشديد , كان الابن يسأل الاب ببراءة : متى سوف تنمو اصابعي مجددا؟.
كانت دموع الاب تسيل على خديه وهو في غاية الالم والندم.
عاد الاب الى السيارة وبدأ يركلها عدة مرات ...
وبعد عودتهم للمنزل جلس الأب منكس الرأس حزين القلب على الارض أمام البيت , ولاحت منه التفاتة تلقائية الى السيارة ونظر الى الخدوش التي أحدثها ابنه فوجده قد كتب :
((أنا احبك جدا جدا يا أبي)) فبكى وندِم حين لم يعد ينفع الندم.
لقد سأل رجلٌ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : أوصني يا رسول الله , فقال : فسأله الثانية فقال : لا تغضب ثلاث مرات , وذلك تنبيها لخطورة الغضب على الانسان وعلى توازنه , فقد يتخذ قرارات يندم عليها طول حياته , فربما ارتكب جريمة وهو في ثورة غضب , وقد يُطلق زوجته وأم أولاده في حالة غضب فتتشرد الاسرة ويخرَب البيت.
