سيختلف الكثيرون حول شخصية الرئيس الراحل اعلي ولد محمدفال،لكن لا أحد ينكر استبساله كقائد ميداني في حرب الصحراء،ثم لا أحد يمكنه انكار تنحيه عن السلطة للمدنيين لا أحد سيتنكر لإصلاحاته خلال سنتي حكمه الحساسة والدقيقة،ولا احد ينكر ان الرجل الذي يحمل كل اسرار حكم ولد الطايع لم يبح بأي سر الى ان رحل رغم ان بعض مناوئيه كانوا يوما من الأيام يبرقون له بأسرار الآخرين، ولا أحد يشكك في اخلاقه العالية وتواضعه وترفعه عن القيل والقال والحروب الصغيرة التافهة،اعلي ولد محمدفال مات تحت خيمته غير بعيد من ساحات قاتل فيها من اجلي ومن اجلك،
شخصيا اسامحه وإن سامحته فلا يعني ذلك انه اساء الي وإنما لأن قلبي يأمرني بذلك مع كل ميت، حتى من اساء الي ولم ارد عليه حيا فقد سامحته، فمن عادتي ان اسامح كل يد لم تعد قادرة على ايذائي،فليس من الأخلاق اعادة قتل الجثث،،
اما هو فأسامحه لأنه رحل و لأنه كان رئيسي ولأنه تولى بعض امري ولأنه تولى مناصب لي عليه فيها حقوق،وقد يكون اخطأ فيها او قصر،فعن هذا كله اسامحه،ثم اسأله ان يسامحني لأنني لم اشكره لحق شكره حين قاتل ذات يوم من اجلي ومن اجل وطني.
لا حزن عليه الآن واترحم لأنه ظل حتى لحظاته الأخيرة رجلا خلوقا لم يتفوه بسوء ولم ينزل الى الحضيض كأغلب السياسيين. رحم الله اعلي ولد محمد فال وادخله الجنة واكرم نزله.
آمين
