الوزير سيدي ولد الزين، هو خريج جامعات فرنسية عريقة، إطار اقتصادي كفؤ، شغل مناصب سامية في الدولة كان من بينها وزيرا للعدل والاسكان، وتدرج قبل ذلك في أهم إدارات البنك المركزي، قبل أن يستفيد من حقه في التقاعد.
في أيام قليلة قبل اقتراع الثالث عشر من مايو كنت قد توقعت وراهنت في سمرٍ ليليٍ مع بعض الإخوة والزملاء على النتائج الحالية، أو ما يشبهها، ولم يكن من بين الحاضرين من يؤيد ذلك الرأي.
أشرتُ في مقالي السابق الذي قدمتُ فيه قراءة تحليلية مطولة للنتائج الأولية لانتخابات 13 مايو2023، أشرتُ في ذلك المقال إلى أن أغلب الأحزاب السياسية في المعارضة والأغلبية باستثناء حزب الإنصاف قد أجمعت على أن انتخابات 13 مايو قد شهدت عمليات تزوير واسعة وغير مسبوقة.
لم يكن اختيار المدير العام لشركة صونادير المهندس امم ولد احماه الله للتنسيق والإشراف على سير حملة حزب الإنصاف في مقاطعة روصو من باب الصدفة، وإنما انتقته الجهات العليا والحزب، لاعتبارات عدة، لعل أبرزها حنكة الرجل،وذكاءه،ودهاءه السياسي الذي يوازي مكانته العلمية والمجتمعية الرفيعة.
مُنٍيت أحزاب المعارضة بهزيمة مدوية في انتخابات 13 مايو 2023. خسروا معظم الدوائر التي ترشحوا فيها، حتى في العاصمة نواكشوط التي كنا نعتقد بعض مقاطعاتها محصنة لهم. ماذا يحصل؟ هل نحن أمام تحولات جديدة أم ماذا؟
دخلت حملة حزبنا حزب الإنصاف منعرجا جديدا بعد دخول معالي الوزير الأول محمد بلال مسعود على خط الحملة الإنتخابية، حيث كان دوره محوريا في استعادة الحزب للعديد من قواعده الشعبية التي غاضبت بسبب مواقفها من ترشيحات الإنصاف..
على الرغم مما تم تداوله في الإعلام و وسائل التواصل الاجتماعي، حول الصراعات والخلافات والمنافسة منذ الإعلان عن لوائح ترشيحات حزب الإنصاف، فقد أتضح في النهاية أن كل تلك الأمور لم تخرج إطلاقا عن إطار الولاء والمساندة اللّا مشروطة لفخامة رئيس الجمهورية ولبرنامجه الانتخابي بل والتمسك بترشحه لمأمورية ثانية.